- وكالات أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل اليوم الخميس مما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وردت إسرائيل بشن المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة مما ينذر بعملية عسكرية أوسع نطاقا لوقف الهجمات الفلسطينية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ثلاثة اسرائيليين قتلوا عندما سقط صاروخ فلسطيني على مبنى من أربعة طوابق في بلدة كريات ملاخي التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمالي غزة. وهذه أول خسائر في الارواح تتكبدها اسرائيل في الجولة الحالية من الصراع مع قطاع غزة الساحلي.واغتالت إسرائيل يوم الاربعاء القائد العسكري لحماس وقصفت القطاع من البر والبحر والجو مما أسفر عن مقتل 13 فلسطينيا بينهم خمسة نشطاء وثلاثة أطفال وامرأة حامل وإصابة أكثر من مئة شخص. وعقد مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اجتماعا طارئا في وقت متأخر من أمس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي ودعا إلى وقف العنف لكنه لم يتخذ أي خطوات. وتوقعت إسرائيل استمرار القتال لأيام وتوعدت حماس قائلة إن كل رجال الحركة الإسلامية مستهدفون وأسقطت منشورات على غزة تحث سكان القطاع على الابتعاد عن النشطاء ومنشآت حماس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "تؤكد المنشورات أن حماس تجر المنطقة إلى العنف وأن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد للدفاع عن سكان دولة إسرائيل الى حين استعادة الهدوء في المنطقة." وأدانت دول عربية كبيرة مثل مصر وقطر الهجمات الإسرائيلية لكن الولاياتالمتحدة أدانت حماس التي يرى فيها الغرب عقبة أمام السلام لرفضها الاعتراف باسرائيل. وقالت حماس إن مقتل قائدها العسكري أحمد الجعبري سيفتح أبواب جهنم في وجه إسرائيل وناشدت الحركة مصر للعمل على وقف الهجوم "الوحشي" على غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي تقول استطلاعات الرأي إنه سينتخب لفترة أخرى في انتخابات مقررة يوم 22 يناير كانون الثاني في كلمة تلفزيونية يوم الاربعاء "اليوم بعثنا برسالة واضحة إلى منظمة حماس وغيرها من المنظمات الارهابية." وأضاف أن العملية العسكرية قد تتسع. ووافقت الحكومة الإسرائيلية على تعبئة قوات الاحتياط اذا اقتضت الضرورة ذلك للمضي قدما في العملية التي أطلق عليها اسم ركيزة الدفاع. وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد أسبوع من تصاعد العنف عبر الحدود وتحدى الآمال في وساطة مصرية من أجل هدنة. وبعد ساعات من تدمير صاروخ إسرائيلي لسيارة الجعبري ومقتله أطلق نشطاء حماس مجموعة من الصواريخ على صحراء جنوب إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي ان نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ أسقط أكثر من 30 صاروخا. وقالت إسرائيل إنها دمرت الكثير من مخزونات الصواريخ ذات المدى الأطول في غزة وتأكد ذلك فيما يبدو عندما ثبت خطأ زعم حماس بأنها دمرت أهدافا كبيرة في تل أبيب وقطع بحرية إسرائيلية وقواعد سرية للمخابرات. وأدانت مصر التي تعهدت حكومتها ذات الجذور الاسلامية باحترام معاهدة السلام التي أبرمتها البلاد مع إسرائيل عام 1979 الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بأنها تهديد للأمن الإقليمي واستدعت سفيرها في إسرائيل ودعت إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي. وطالبت قطر بمعاقية إسرائيل ودعت جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع يوم السبت لمناقشة الهجوم على غزة. وفي المقابل ألقت الولاياتالمتحدة باللوم في التصعيد في غزة على حماس وقالت إنها تؤيد دفاع إسرائيل عن نفسها. وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "لا يوجد مبرر للعنف الذي تمارسه حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى ضد شعب إسرائيل." ويأتي تصاعد الموقف على الجبهة الجنوبية في إسرائيل في أسبوع أطلقت فيه الدولة اليهودية النار على مواقع للمدفعية السورية في الشمال بعدما قالت إنها قصفت مواقع في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في خضم الصراع في سوريا والذي أسفر عن انعدام الاستقرار في لبنان أيضا. ويلوح في الأفق منذ شهور شبح حرب جديدة في غزة مع تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الفلسطينية وتكثيف الضربات الإسرائيلية. وكانت عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل في 2008-2009 قد بدأت بضربات جوية وقصف على مدى أسبوع أعقبه غزو بري للقطاع. وقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا في الهجوم. وزادت جرأة حماس بعد صعود الإسلاميين للحكم في مصر حيث ترى في الرئيس المصري محمد مرسي شبكة أمان لن تسمح بدك إسرائيلي ثان لقطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون فلسطيني.وبدعم من إيران وتجارة التهريب عبر الأنفاق من مصر تمكن المسلحون في غزة من جلب اسلحة أحدث بعد حرب 2008-2009غير أن عدد المقاتلين في القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 35 ألفا وأسلحتهم لا يقارن بطائرات إف-16 المقاتلة والقاذفة وطائرات هليكوبتر اباتشي الحربية ودبابات ميركافا وغيرها من أنظمة الأسلحة الحديثة في جعبة القوات الإسرائيلية التي تتشكل من 175 ألف مجند و450 ألفا في الاحتياط