أزد - فارس ناصر - مصادر حكومية تقول أن ثلاثة مشاريع إنتاجية كبرى قائمة للدواجن المحلية تستعد للتوسع في الإنتاج خلال الفترة المقبلة، لتأمين الكميات المناسبة للسوق السعودية، وزيادة نسبة تغطية الإنتاج المحلي لهذه السوق، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأسعار في حال توفر المعروض بشكل وفير. كما أشارت المصادر إلى أنه تم تأمين جميع الكميات الكافية لموسم الحج من الدجاج المستورد، إلى جانب التنسيق في ذلك مع الموردين والموزعين بالنظر إلى الكميات الكبيرة التي يتطلبها الموسم، مبينة أن السوق المحلية تحت المتابعة الدقيقة من قبل الجهات المعنية لحل أي مشاكل قد تنتج. وقالت المصادر: "معروض الدجاج في السوق السعودية مطمئن، كما أن توقعات انخفاض أسعار الأعلاف، ووصول الإنتاج من الدواجن الذي كان يصدر خارجياً إلى السوق المحلية، جميعها عوامل من شأنها الاستقرار بالأسعار وتوفير المعروض المناسب". معلوم أن قرار وزارة التجارة والصناعة بمنع تصدير الدجاج المحلي سيبدأ تطبيقه اعتباراً من اليوم، وسيتم على أثره التنسيق مع الجمارك لتشديد المراقبة على المنافذ الحدودية لضمان عدم خروج أي كميات من السعودية بعد المهلة المحددة التي أقرت لتمرير التعاقدات السابقة. وأكدت المصادر ( للاقتصادية ) أن المبادرات التي قدمها موردو دجاج وشركات مختصة في الأسواق الغذائية عبر تخفيض الأسعار على جميع الأحجام من السلعة في السوق السعودية عملت على تهدئة الأسعار ووصول السلعة إلى المستهلك بالسعر المناسب، مشيرة إلى إمكانية إعلان مبادرات أخرى من قبل التجار لتخفيض الأسعار في الأيام المقبلة. ولحقت أمس دواجن الوطنية بالمبادرات المتعلقة بتخفيض أسعار الدجاج، وذلك بعد أن أعلنت شركات: المنجم، العثيم، بنده، إقرار التخفيض وبدئه اعتباراً من يوم أمس. ولفت المصادر إلى إجراء عدد من الجولات التفتيشية بالأمس للتأكد من تخفيض الأسعار لدى الموردين، ومنافذ البيع، وأنه تم التأكد من التزام الشركات التي أعلنت التخفيض، مفيدة بأنه سيتم مواصلة تلك الجولات في الأيام المقبلة. ولم تستبعد المصادر خلال حديثها إقرار إجراءات جديدة في السوق المحلية تهدف إلى استقرار أكبر في أسعار الدجاج، ووصولها للأسواق بشكل وفير، مع استمرار الاجتماعات والتنسيق مع الموردين والتجار بما يعود في صالح المستهلك. على صعيد متصل، اجتمع الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة صباح أمس في مقر الوزارة بنخبة من أصحاب مشاريع الدواجن وبعض أصحاب مصانع الأعلاف. وتركز النقاش على الوضع الحالي لأسعار الدواجن وتشخيص الأسباب الحقيقية للارتفاعات الأخيرة في الأسعار ونقص الإمدادات من المنتج المحلي وأهم المشاكل والعقبات التي تواجه تطور صناعة الدواجن ومرئياتهم للمستقبل لتحقيق الاستقرار من حيث الأسعار وكميات المعروض. وطلب وزير التجارة والصناعة من منتجي الدواجن تقديم مبادرات تسهم في تخفيض الأسعار وبالتالي تخفيف معاناة المستهلكين أسوة بما قدمه مستوردو الدواجن وأصحاب منافذ البيع الكبيرة. وقد وجدت دعوة الوزير صدىً إيجابياً حيث وعدوا باتخاذ ما يستطيعون من جهود لتخفيض الأسعار ولتنظيم تعاملهم مع الموزعين. ومن جانب آخر، دعا الربيعة المنتجين إلى تقديم ما يواجههم من مشاكل وعقبات تحول دون توسعهم في مشاريعهم وتطويرها ووعدهم بإيجاد الحلول اللازمة لهم وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة. يذكر أن وزير التجارة والصناعة أصدر قرارا وزاريا الأسبوع الماضي يقضي بإخضاع الدجاج لأحكام السياسة التموينية واعتباره إحدى السلع التموينية الرئيسية، كما أصدر قراراً بتعليق تصدير الدجاج حتى اكتفاء السوق المحلية واستقرار الأسعار. وأكدت الوزارة في حينها أنها تتابع أسعار الدجاج وترصدها بشكل يومي وتنشر الأسعار بكل شفافية للمواطنين على موقعها الإلكتروني. وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً بنسبة 30-40 في المائة في الفترة الأخيرة كان السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الدجاج المحلي والمستورد، حيث إن تكلفة الأعلاف تمثل 70 في المائة من تكلفة إنتاح الدجاج. وأوضحت الوزارة أنه بمتابعة الأسواق العالمية فإن أسعار مدخلات الأعلاف للعقود الآجلة لأشهر تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) سجلت انخفاضاً بمقدار 13 دولارا و48 دولارا للطن لكل من الذرة وفول الصويا على التوالي ما سيؤثر في استقرار الأسعار عالمياً. ومن جانب آخر تتعرض بعض مشاريع الدواجن المحلية حالياً إلى مشكلات إنتاجية تتمثل في ارتفاع نسبة النفوق، حيث بلغت في أحد أكبر المشاريع 20 في المائة من إنتاجه ما فاقم من المشكلة وأدى إلى انخفاض كمية الإنتاج المحلي المعروضة في السوق. وأفادت الوزارة بأن سياسة الدولة الرشيدة بتخفيف تأثير الأسعار العالمية على المواطنين بدعم مدخلات الأعلاف أسهم في تخفيف تعرض الدجاج المحلي لارتفاع الأسعار العالمية، مبينة أن سعر الدجاج المستورد بلغ في متوسطه 13.5 ريال للكيلو بزيادة 25 في المائة وهي نسبة مقاربة لزيادة الأعلاف عالمياً، متجاوزاً بذلك سعر الدجاج المحلي الذي ارتفع 7 في المائة ليصبح بمتوسط 12.75 ريال للكيلو، ما أدى إلى تحول شريحة من مستهلكي الدجاج المستورد إلى الاستهلاك المحلي الأفضل سعراً، إلا أن الإنتاج المحلي من الدجاج لا يغطي إلا نسبة 43 في المائة من إجمالي الاستهلاك المحلي.