في تعليقها على غياب السعودية عن اجتماع بالقاهرة بشأن سوريا, وصفت وكالة أنباء "رويترز" هذا الغياب بأنه يعد "نكسة" لمجموعة الاتصال والتي تضم مصر والسعودية وتركيا وإيران. وقالت الوكالة: اختارت السعودية عدم حضور اجتماع إقليمي بشأن سوريا يوم الإثنين فيما يعد نكسة لمنتدى يضم إيران الحليف الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد وخصومه الرئيسين في المنطقة. وتألفت "مجموعة الاتصال" التي تضم مصر وتركيا وايران والسعودية بمبادرة من مصر التي يسعى رئيسها الجديد محمد مرسي إلى اتباع سياسة متوازنة في مجال السياسة الخارجية. وأبدى دبلوماسيون ومسؤولون غربيون تشككاً بشأن إمكان أن تثمر اجتماعات المجموعة اتفاقاً ملموساً لنزع فتيل الأزمة السورية مشيرين الى التنافس وعدم الثقة بين السعودية وايران بوصفه عقبة مهمة. وطالبت السعودية ومصر وتركيا بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، في حين أن إيران هي حليفه الرئيس وتتهم دولاً منها السعودية وتركيا بمساعدة السوريين الساعين لإسقاطه. وبسبب ذلك قال بعض المحللين إن مصر نفسها لا تتوقع كثيراً من المجموعة، وإن الرئيس مرسي إنما اقترحها لإعادة مصر إلى وضع قوة إقليمية. وذكر مسؤولون مصريون أسباباً متضاربة لغياب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. ولم يقولوا لماذا لم يحضر أحد آخر مكانه. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي ومسؤول من الجامعة العربية، إن وزير الخارجية السعودي لم يحضر اجتماع يوم الإثنين لأسبابٍ صحية. لكن عمرو وزير الخارجية المصري قال إن غيابه كان بسبب ارتباطاتٍ محدّدة من قبل. من جهة أخرى, أعلن نظام بشار الأسد عن "توقف موسم الحج لهذا العام"؛ ما يعني أن السوريين لن يكون باستطاعتهم تأدية فريضة الحج هذا الموسم، وهو ما رآه المراقبون نوعًا من العقاب بحق الشعب السوري المنخرط في ثورة عارمة تطالب بإسقاط نظام بشار. وزعمت ما تسمى "لجنة الحج العليا في سوريا" أن إيقاف الحج هذا العام يرجع إلى "عدم إبرام وزارة الحج السعودية اتفاقية الحج". وأوردت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام أن اللجنة المشار إليها والتي تضم مندوبين عن وزارات الوقف والداخلية والصحة والسياحة والنقل، قالت في بيان لها إنه "رغم قيام اللجنة بكل الإجراءات المطلوبة لموسم الحج لهذه السنة 2012، ولعدم قيام وزارة الحج في المملكة العربية السعودية بإبرام الاتفاقية في موعدها كما هو متبع كل عام، فإن موسم الحج الحالي متوقف بسبب ذلك"، على حد ادعائها. ويرى المراقبون للشأن السوري أن نظام بشار أقدم على اتخاذ هذا القرار بحرمان السوريين من أداء فريضة الحج هذا العام، كنوع من العقاب على انخراطهم في الثورة التي تفجرت في منتصف مارس عام 2011، ولا تزال مستمرة حتى الآن وسط تقارير تشير إلى انهيار وشيك لنظام بشار الذي يلقى دعمًا من حليفته المقربة إيران، فضلا عن دعم روسيا والصين له في المحافل الدولية