أدى الارتفاع الكبير في أوزان الناس حول العالم إلى المزيد من حالات أمراض القلب والخرف والسكري، وقد أظهر العلماء لأول مرة كيف يمكن للسمنة أن تخزن "جذور" مرض ألزهايمر في الدماغ. وفي دراسة جديدة يمكن أن تمهد الطريق للعلاج الوقائي، اكتشف الباحثون في جامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، كيف أن السمنة تغذي خلايا معينة تستهلك نقاط الاشتباك العصبي وتدمر وظائف الدماغ. ومن بين ملياري شخص لديهم زيادة في الوزن حول العالم، هناك أكثر من 600 مليون منهم يعانون من السمنة. وتعرف السمنة حاليا بمؤشر كتلة الجسم (نسبة الوزن إلى الطول) الذي يزيد عن 29.9. وعلى المدى القصير، فإن البالغين الذين يعانون من السمنة المرضية أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، وضيق التنفس، والألم المزمن، وكذلك الاكتئاب، لكن أيضا، تأثير الالتهاب على الدماغ يؤدي إلى ألزهايمر. ومع مرور الوقت، تظهر مشكلات صحية أكثر خطورة على الحياة، فالسمنة هي أكبر عوامل الخطر إلى جانب تدخين السجائر عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب، وهو المرض القاتل الأول في كل بلد في العالم، إلا أن الوزن الزائد يؤجج نمو العديد من أنواع الأورام، كما أن صحة الدماغ تتأثر بشكل مباشر، لكن الباحثين يقولون إن هذا البحث ما يزال قيد الدراسة. ولتوضيح هذا الارتباط بين السمنة والدماغ، أجرت البروفيسور، إليزا كوب، الحاصلة على الدكتوراه في علم الأعصاب، من جامعة برينستون، سلسلة من التجارب على الفئران التي أصيبت بالسمنة من خلال الإفراط في إطعامها حمية غذائية مليئة بالدهون والسكر. وكما هو متوقع، ازداد لدى تلك الفئران الإخلال بالمهام المعرفية، وناضلت من أجل القيام بالمهام التي تتطلب استخداما كثيفا لقرن آمون، وهي المنطقة التي تسيطر على الذاكرة والوعي المكاني. ووجد العلماء أن الفئران كان لديها نشاط محموم للخلايا المناعية الأولية في الدماغ تسمى ب"الخلايا الدبقية الصغيرة"، وأشارت البروفيسورة كوب إلى أن البدانة "تدفع الخلايا الدبقية الصغيرة إلى تناول الطعام بجنون مما يؤثر على صحة أدمغتنا". وأضافت أن الأبحاث تظهر أنه يمكن تطوير طرق العلاج لاستهداف نشاط الخلايا الدبقية المكروية للسيطرة على تلك التأثيرات الخطيرة.