_ محمد تركي أكدت الطبيبة والمختصة في إدارة الجودة الصحية وعضو جمعية طفولة آمنة وعضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع الدكتورة سعاد عابد المولد ل(الجزيرة أونلاين) أن أهمية الصحة المدرسية تكمن في تعزيز صحة الطلبة والعاملين من معلمين وموظفين والتي من خلال تعزيزها ترتقي بصحة المجتمع بأسره ويكون هذا بالتعاون بين التعليم والصحة ممثلة في إدارة الصحة المدرسية. وأضافت أن حكومتنا الرشيدة أولت جُل اهتمامها بهذا الأمر وحرصت على تسخير كافة الخدمات لتحسين البيئة المدرسية بالتركيز على الجانب الوقائي للحفاظ على صحة الطلبة عن طريق التوعية الدورية المكثفة وحث الطلبة على تحسين نمط الحياة بالتغذية السليمة في المقاصف المدرسية وممارسة الأنشطة البدنية للوقاية من السمنة والعديد من الامراض والحفاظ على الجسم السليم وكذلك التأكد من اكتمال التطعيمات الأساسية والفحص الدوري عند كل مرحلة دراسية. وأضاقت: "تتم التوعية بالنظافة سواء للمرفق من فصول وساحات ومكاتب ودورات مياه، كذلك النظافة الشخصية للطلاب والتشديد عليها ومتابعة ذلك مع الأسرة والاهتمام بالنظافة عموما يؤدي لخلق بيئة صحية نظيفة آمنة للطلاب والمعلمين والموظفين وهي ايضاً مهمة للوقاية من الأمراض والأوبئة التي تنتشر بالمخالطة وفِي الأماكن المزدحمة، ومن أشهر الأوبئة التي قد تنتشر في المدارس القمل والجرب". وأوضحت الدكتورة سعاد أن "الجرب مرض جلدي مُعد تسببه أنثى العث من فصيلة (القارمة الجربية أو سوس الحكة)، وتنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر بجلد المصاب أو حتى بملامسة جلد المصاب او استخدام أدواته او ملابسه لذلك ينتشر في الأماكن المزدحمة مثل الأحياء العشوائية المزدحمة بالسكان (كأن يعيش افراد وأُسر مجتمعين في نفس المنزل مع تدني النظافة) ومنها ينتقل للمدارس وغيرها"، مبينة أن فترة الحضانة للمرض من 2-6 أسابيع قبل بدء الحكة في أشخاص لم يسبق لهم التعرض للعدوى من قبل اما في الأشخاص الذين سبق اصابتهم من قبل 1-4 ايّام ومن علاماته ظهور حويصلات أو انفاق خطية دقيقة تحتوي على السوس والبيض وتكون ظاهرة بين الاصابع والثنيان الابطية والفخذين والاعضاء التناسلية تصاحبها حكة شديدة خاصة اثناء الليل وقد تتطور نتيجة الحك لعدوى بكتيرية. وبينت أنه يتم التشخيص بالكشف على الشخص المصاب والتعرف على شكل الحويصلات التي من الممكن كشطها وأخذ عينة منها لاستخراج السوسة وتمييزها مجهرياً وعند التأكد من وجود حالات يتم الابلاغ عنها حسب التسلسل الاداري للقسم الوقائي في القطاع الصحي الذي بدورة يبلغ المركز الصحي الذي توجد في منطقة خدماته الحالات ويكمل التقصي الوبائي في حصر المخالطين و علاجهم ومتابعة حالتهم. وقالت: "يكون العلاج للحالات المصابة والمخالطين بوضع كريم البيرمثرين (Permethrin cream) بتركيز 5٪ والذي يتوفر في مراكز الرعاية الصحية الاولية... يوضع قبل النوم على الجسم من الرقبة إلى أسفل باقي الجسم مع التأكد من تغطية كل المساحات ثم يغسل في الصباح على ان يتم غسل جميع الملابس ومفارش الأسرة جيدا وغليها في الماء ثم تجفيفها في مجفف حراري أو تحت اشعة الشمس ثم يكرر استخدام العلاج بعد أسبوع للقضاء على العث الذي فقس حديثا من البيض.. كما قد تستخدم أدوية اخرى حسب ما يراه الطبيب اذا صاحبتها عدوى بكتيرية، ثم تتم النظافة الشاملة للمكان الذي اكتشفت فيه الحالات سواء منزل او مدرسة او غيرها". وشددت على أهمية الصحة المدرسية في تعزيز الصحة للطلاب وصولاً لشرائح المجتمع من النواحي الوقائية لصحة مستدامة بإذن الله.