رغم حالة الإحباط التي ملأت ملامح فنان العرب محمد عبده وهو يروي المشهد الذي رآه قبل يومين في حارته القديمة حارة اليمن، إلى الدرجة التي جعلته يطلق صرخة مفادها «الأمر أشبه باستعداد لإزالة تاريخ جدة المعماري»، تغيرت ملامح الفنان بعد جولة استمرت لأكثر من ساعة على منطقة كورنيش الحمراء، ليخرج معلنا «جدة الغد والمستقبل ستكون غير ألف مرة». وكان فنان العرب يتحدث في بداية الأمر عن جولة قام بها لحارة اليمن، قبل يومين، بعد الانتهاء من التصوير في الاستوديو، فيما كان بالأمس ضيفا على أمانة جدة في جولة على المشروع الجديد لتطوير الكورنيش، وذلك برفقة مهندسي المشروع والدكتور عبدالعزيز النهاري المستشار الإعلامي لأمين مدينة جدة الدكتور هاني أبو راس، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين في مقدمتهم الكاتب والروائي عبده خال، والكاتب الدكتور ياسر سلامة. وأوضح محمد عبده أن جدة بمشاريعها العملاقة وبهذا المستوى ستحقق طموحات أميرها خالد الفيصل صاحب الطموح الكبير في الانتقال بها إلى عوالم ارحب من التقدم والرقي وهو الأمر الذي حفزنا كلنا أهل جدة كي يكون لكل منا يد تمتد إلى التطوير والانماء بالدرجة التي يتطلع إليها كل سعودي وكل مقيم في هذه البلاد. وأضاف «إنني أرى أن المستقبل لمحافظة جدة بفضل ما تبذله الدولة في هذا المنحى لصالح الوطن والمواطن، كذلك تلك الأعين الساهرة على تحقيق ما تحتاجه جدة من خدمات وما يحتاجه المواطن، فكل الدلائل تقول إنه عندما تنتهي هذه المراحل من تطوير كورنيش جدة سنكون قد بدأنا الخطى الصحيحة لاستفادة المواطن من كورنيش جدة بشكل كبير ومباشر وبهذه المستويات الكبيرة». وحول مشكلة الاختناقات بين محمد عبده سوء انطباعه على الحال الذي بلغته أحياء المنطقة التاريخية «وجدت الحال لا يسرني كواحد من أبناء البلد وجدة القديمة تحديدا في المنطقة التاريخية، معظم معالمها أصبح خرابات لا ترضي جدة وتاريخها»، مضيفا «عندما تجولت في أحيائها الشرقية وتعرفت على الأرض على كثير من طموحات المسؤولين في الانتهاء من الخط السريع الثاني المتجه شرقا من كوبري بريمان الذي فتح مشروع تطويره فوجئت بأني وجدت الطريق شبه جاهز ما عدا بعض التحويلات الصغيرة ليوصلك إلى مكةالمكرمة مباشرة». وأشار إلى أنه تحدث مع أمين جدة المهندس أبو راس، «تعرفت على كثير من خططه في إيجاد الحلول الجذرية مع اللجان المناط بها منها إيجاد الحلول الجذرية لمعالجة أحياء جنوبجدة وحركة المرور بعد أن صارت مواسم جدة على مدار العام؛ الصيف ورمضان ومواسم الدراسة وغيرها كثير». وكان مهندس المشروع المهندس سمير كريدية، شرح للوفد الإعلامي الذي ترأسه محمد عبده، مراحل تطوير الكورنيش، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من 80% من المراحل الثلاث الأولى، فيما يجري تنفيذ مشروع يمتد من شمال قيادة حرس الحدود جنوبا وحتى دوار النورس شمالا بطول 3.3 كم، بقيمة 180.232.54 ريالا حيث تمثل الواجهة البحرية أحد المعالم الحضرية والسياحية الهامة في مدينة جدة وهي تشكل مرفقا ترفيهيا هاما للمقيمين والزوار. وأوضح أنه بخصوص أعمال البنية التحتية: المشهد العام على الأرض توسعة وتبليط الأرصفة وممرات المشاة، وتطوير البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار، الصرف الصحي، الإنارة، مع إعادة إنشاء تقاطعات المشاة بما فيها حواجز السلامة (الأعمدة الخرسانية الصغيرة)، وإشارات الانتظار المرافقة لها، أعمال تنسيق الحدائق و أعمال أحواض الأشجار وأعمال الري وأعمال النباتات والمساحة الخضراء. وفي مواصفات هذا المشروع التطويري للكورنيش الذي يعتمد على الجرانيت بأحجام ما بين 8 12 سم للممرات ولجلوس الأسر والشبان وما الى ذلك. وسيكون الكورنيش فريدا من نوعه على مستوى العالم لما تم له من بنية تحتية، مثل انشاء 100 وحدة حمامات عامة و24 نافورة على الفيو البحري لطول المرحلة الاولى من الكورنيش و4 نوافير داخل المشروع بالقرب من مجسمات الابراج في نهاية المرحلة الاولى من المشروع التطويري للمشروع وبجوار حرس الحدود، بينما بدايته كانت في منتجع النورس غرب ميدان النورس. المرحلة الثالثة وأضاف أن هناك مرحلة هي الثالثة وتطوير الكورنيش الأوسط وشارع فلسطين حيث يجري تنفيذ مشروع شارع فلسطين الذي يمتد من تقاطعه مع شارع الأندلس شرقا وحتى تقاطعه مع طريق الكورنيش غربا بطول 1.2 كم، والكورنيش الأوسط ويمتد من تقاطعه مع شارع الأندلس وبمحاذاة البحر من جنوب قصر السلام وحتى نادي الفروسية بطول 2 كم، بتكلفة إجمالية للمشروع تصل إلى 183.026.097 ريالا وسيتم الانتهاء منه وتسليمه إن شاء الله في الثالث والعشرين من نوفمبر المقبل، وهو الذي سيكون المشهد فيه مختلفا بين ممرات المشاة ومنظر المحلات التجارية فيه وممري السيارات باتجاه الغرب والجانب الآخر الاتجاه شرقا بدءا من الكورنيش وهو الذي سنبدأ فيه خلال أيام بعد أن أوشكنا على الانتهاء من الاتجاه إلى الغرب. المصدر | عكاظ