أوشك شاب في العقد الثالث من عمره على إنجاز إعادة تأهيل وترميم قلاع تاريخية بمحاذاة أعلى قمم المملكة "السودة" يعود تاريخ بنائها إلى ما يقارب القرنين من الزمن. عبدالعزيز أبوسرّاح أحد أحفاد لاحق بن أحمد أبوسراح - رحمه الله - من قام ببناء قلاع آل أبوسراح "وازع وَعزيز" في قرية العزيزة أول طريق السودة شمال غرب مدينة أبها؛ تبنى هذا الشاي تلك الخطوة، لاسيما وأن هذه القلاع تعد من الأكبر في منطقة عسير كقلاع منفردة وانفرادها بعمرها الذي يزيد عن 180 عام وتميزها بطرازها المعماري الذي لازال يحتفظ حتى يومنا هذا بتفاصيل فنية جذابة، وتتكون كل قلعة من ستة أدوار، بالإضافة إلى حصن المصلى، حيث يتكون من ثلاثة أدوار، وأيضاً يوجد حولها بعض المباني الخدمية حولها. ويقول الشاب عبدالعزيز إن خطوته جاءت سعيا للحفاظ على هذا التراث العمراني المميز، مشددا على أنه حرص أن يكون الترميم بالطرق والأدوات المستخدمة في أصل البناء والإبقاء على هويتها وعبق التاريخ في زوايا هذه القلاع، وذلك باستجار عماله محترفة ومتمكنة في ترميم القلاع. ولفت إلى طموحه بأن تصبح القلاع وجهة سياحية ومقصداً لأهالي عسير وللضيوف الآتين من خارج المنطقة، وخاصة أن هذه القلاع تتميز بموقعها في قطاع السودة أي ضمن الشريط السياحي لمدينة أبها، فضلاً عن فرادة بنائها وجمال القرية الموجودة فيها وسهولة الطريق المؤدي إليها سيجعل من كافة النقاط السابقة في موضع القوة لتحقيق رؤيتنا. بدوره، مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة زار تلك القلاع، مشيدا ببادرة الشاب عبدالعزيز أبوسراح، مشددا على أنها بادرة وطنية تقدر له. وأضاف أن هيئة السياحة والتراث الوطني بتوجيهات سمو رئيسها الأمير سلطان بن سلمان تدعم كافة المبادرات الوطنية، وتكرم أصحابها، وتقدم كافة من تستطيع من دراسات واستشارات وقروض مالية وتسهيل احتياجاته لدى شركاء الهيئة من الجهات الحكومية والخاصة. يذكر أن الحضارات الإنسانية القديمة قد عرفت الحصون والقلاع كجزء من إرثها التاريخي، وهناك العديد من الآثار الدالة على ذلك العطاء الإنساني في كافة أنحاء العالم، ومنها المملكة العربية السعودية وبالأخص تاريخ منطقة عسير الذي يضم شواهد تاريخية عظيمة وملموسة ومنها هذه القلاع.