استطاعت الهيئة العامة للسياحة والآثار ان تستحضر ملامح الماضي وأن تعيد الحياة للعديد من القرى الأثرية والمواقع التاريخية التي مر عليها حقبة من الزمن في منطقة عسير كادت أن تزول. وأعطت توجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد وسمو رئيس هيئة السياحة الأمير سلطان بن سلمان مساحة كبيرة أمام فرع الهيئة بالمنطقة لإعداد برامج تأهيلية أخذت بعين الاعتبار أهمية ومكانة كل موقع وحصر العديد منها لوضعها على قائمة الأولوية لإعادة تأهيلها. وقد نفذت هيئة السياحة في منطقة عسير العديد من برامج التأهيل خلال الفترات الماضية وكان أقربها التوجيه بتطوير قرية «واسط» بتبالة التابعة لمحافظة بيشة حيث قدمت هيئة السياحة قرابة الخمسة ملايين ريال خلال زيارة رئيس هيئة السياحة للمحافظة الصيف المنصرم ويمثل هذا المبلغ نصف التكلفة الإجمالية التي بلغت عشرة ملايين ريال. كما بدأت أعمال مشروع تطوير وترميم قصر «ثربان» التاريخي بمحافظة النماص - شمال منطقة عسير- وكذلك دخلت «قرية رجال» الأثرية الواقعة بمحافظة رجال ألمع عامها الثالث لمشروع إعادة تأهيلها والذي تبلغ ميزانيته تسعة ملايين ريال على أربع مراحل منها إعمار بعض القصور، وأيضاً إنشاء استراحات ومقاهٍ وأركان خاصة بالأكلات الشعبية، فضلاً عن إعادة تأهيل المسرح والمنصة والممرات والطرقات وإنارتها. وحرصت الهيئة على هذا المشروع باعتبار قرية رجال ألمع وجهة سياحية وطنية تستقبل الزوار على مدار العام، وهي أولى القرى التراثية الخمس في السعودية التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ويقصدها سنوياً أكثر من 50 ألف زائر، وقد بدأ العمل التطويري للقرية مع بلدية رجال ألمع وهيئة السياحة والمجتمع المحلي، وتتميز بطابعها المعماري الفريد في المملكة باعتبارها مركز جذب سياحي وتكتنز أكثر من 1500 قطعة تراثية، وسط متحفها الدائم للتراث الذي تم إنشاؤه عام 1405ه بمبادرة عامة من أهالي المحافظة بهدف حفظ تراث منطقتهم واختير حصن آل علوان أساساً بقرية رجال وهو أكبر الحصون فرمم القصر بتعاون كثير من أبناء رجال ألمع كل بحسب إمكاناته وخبرته إلى أن تولت هيئة السياحة مهمة الترميم وإعادة التأهيل. كما وجه الأمير سلطان بن سلمان بتبني ترميم وإعادة تأهيل قرية طبب التراثية الواقعة في الشمال الغربي من مدينة أبها على بعد 25 كم حيث بدأ مركز التراث العمراني بالهيئة بإعداد الدراسات والمخططات ومستندات الترسية، للتعاقد مع مقاول محلي للتنفيذ والبحث عن آلية التشغيل. وفي هذا الاطار أكد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن المنطقة اكتسبت أهميتها الإستراتيجية في موقعها الجغرافي المميز والتنوع الهائل في المناخ والتضاريس بين الهضبة والجبل والساحل، وكونها تشكل مركزا سياحيا وطنيا، وتضم مراكز حضارية مهمة وكثافة سكانية كبيرة تمثل جزءا مهما وفعالا من القوة العاملة السعودية»، مشدداً على أهمية المحافظة على التراث العمراني ونشر ثقافة التراث ومفاهيمه والارتقاء بموارده محليا ووطنيا وتقييم الوضع الراهن ومناقشة فرص الاستثمار في مواقعه ومبانيه وحث آليات التمويل لمشاريعه، بجانب تهيئة أجيال تؤمن بثقافتها وتراثها من خلال استراتيجيات مختلفة عبر التعليم والإعلام والمجتمع، وتعزيز دور الشراكة بين الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني في المملكة، وبحث الإشكالات التقنية التي يعاني منها التراث العمراني. وقال إن المنطقة تضم تراثاً معمارياً فريداً ومتنوعاً، ما بين 20 مدينة و915 تجمعا قرويا أساسيا و7760 تجمعا قرويا مشمولا، يظهر في التباين الواضح في الطرز المعمارية، وأساليب البناء، مثل: العشش والأكواخ الخشبية التي في ساحل عسير البحري (الحريضة والقحمة في ساحل عسير البحري)، الأبنية الحجرية متعددة الطوابق في مناطق الأصدار بأواسط الجبال (قرية رجال بمحافظة رجال ألمع)، القرى المتكتلة المبنية على هيئة القلاع في قمم السودة (قرية السودة التراثية)، القصور مشتركة الطرز المعمارية ما بين الحجر والطين مع الرقف في الجبال المخفضة (مدينة أبها وضواحيها ومحافظة سراة عبيدة)، القصور والأبنية الطينية التي تعتمد على نظام المداميك وتكون في المناطق الصحراوية (بيشة، ظهران الجنوب)، منوهاً بأن من أهم العوامل المؤثرة في نشوء الأنماط العمرانية والعمارية، هي: عوامل المناخ، عوامل الطبوغرافيا، العوامل الاجتماعية والاقتصادية. من نماذج الطراز المعماري في عسير قرية رجال ألمع من أبرز الوجهات التراثية الحفاظ على التراث واجب وطني الفن المعماري القديم في عسير الطراز المعماري القديم في صورة حديثة فنون العمارة في عسير