- تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، الشيخ عبدالله البعيجان، في خطبة الْجُمُعَة اليوم عن تعاقب فصول السنة والعبر المستخلصة من تعاقبها, موصياً فضيلته المسلمين بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ. وقال فضيلته: "إن في تلاحق الدهور وانصرام الفصول وتتابع الشهور واختلاف اليل والنهار لأية لأولي الأبصار قَالَ تعالى: (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب), تختلف فصول السنة ويتعاقب حر الصيف اللافح مع برد الشتاء القارص، وكل لك بحكمة وقدر وأجل مسمى, وقد اسْتَقْبَلَتم فصل الشتاء ربيع المؤمنين وغنيمة العابدين وروضة المتقين وميدان المجتهدين, مد الله ليله للعابدين طَوِيلاً قَالَ سبحانه: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ), وقال: (وبالأسحار هم يستغفرون), وجعل الله نهاره قصيراً خفيفاً على الصائمين فكان بحق غنيمة للفائزين ومضماراً للمتنافسين قَالَ تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً), ولا تضيعوا الفرصة فأنكم ستسألون. وذكر فضيلته أنه عندما يتوقى الناس هجير الحر وسعير الصيف، ويتهيؤون لزمهرير الشتاء فيتخذون السرابيل والدثار ففي ذلك أعظم واعظ وزاجر لأولي الأبصار, فإن شدة البرد وشدة الحر نفسان لجهنم, عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ، قال رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ), فما ظنكم عباد الله بجهنم إنها نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، الشيخ عبدالله البعيجان، أن السنن الكونية تجري في نظام محكم وقضاء وأمر من الله مسَلم, يرحم الله بها من يشاء فتنفعه، ويبتلي بها من يشاء فتضره، فهي مسخرة بمشيئة الله عَزَّ وَجَلَّ, وليس لها مشيئة ولا تدبير قَالَ تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ), فالحوادث الكونية كلها بيد الله وبمشيئته، لا شريك له في ذلك. كما نوه فضيلته أن الدفاع عن الوطن والبلاد الإسلامية دفاع عن بيضة الإسلام وحوزة المسلمين وأعراضهم وممتلكاتهم والمسلمون بنيان واحد وأمة واحدة وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . فأي عدوان يمس لبنة من بناء المسلمين وبلادهم فإنه اعتداء على حرمات كل المسلمين ، فكيف لو كان العدوان على القدس ، مهبط الوحي ومبعث الأنبياء والرسل وقبلتهم التي توجه إليها المسلمون في صلاتهم فترة من الزمن ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومحرابه الذي أم فيه الأنبياء عليهم السلام . وقد حان الوقت ليعرف العالم أجمع ، حان الوقت ليعرف العالم أجمع أن مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو مكان لكل موحد على وجه الأرض لكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله . والمملكة العربية السعودية كانت ولا زالت صامدة ولن تتنازل ولن تتزحزح عن مبادئها وقيمها الإسلامية والإنسانية حول القضية الفلسطينية والقدسالمحتلة وستواصل جهودها بإذن الله في حل المشكلة ونصرة المظلوم ، ونفوسنا مطمئنة بوعد الله فمهما تسلط الأعداء فإن النصر حليف المؤمنين والصابرين ، وللبيت رب سيحميه (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ،إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ) واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم احفظ القدس الشريف وأعده إلى حوزة الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين يا رب العالمين ، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك ، ، اللهم أظهِر هديَ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في العالمين ، إنك على كل شيء قدير ، ، اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحبُّ وترضَى إنك على كل شيء قدير .