عثر موظفو إمارة منطقة عسير على خاطرة مؤثرة كتبها وكيل الإمارة سليمان الجريش بخط يده قبل فترة لا تبعد كثيراً عن وفاته في حادثة الطائرة العمودية مع نائب أمير المنطقة منصور بن مقرن وآخرين. وبدت الخاطرة التي نشر نجل الفقيد صورة منها وكأنها رسالة موّدع يشعر بدنو أجله ورحيله عن الدنيا، حيث أكد فيها أنه مسامح لكل من أساء إليه، وتضمنت كذلك أدعية مؤثرة بأن يحسن الله- عز وجل- ختامه. وابتدر الفقيد رسالته التي عنونها ب"همسة من القلب"، بعددٍ من الأدعية المأثورة، ثم تحدث عن فقدان الأحبة، ثم وجه في رسالته الشكر لزملائه في الإمارة الذين ساعدوه على إنهاء المعاملات قبل بدء الإجازة. وأضاف: "اللهم إنك تعلم مدى الجهد الذي نبذله في خدمة مصالح الناس وقضاء حوائجهم، اللهم إنك تعلم أنني أشد حرصاً على العمل بما يبرئ الذمة وبما يبعدني عن ظلم أي شخص، فاللهم ارحم ضعفي وأحسن خاتمتي". وتابع الجريش: "اللهم ارحم حالي وأحسن وفادتي إليك، كلي أمل ورجاء بعفوك وتفضلك بقبول توبتي، فالاشتياق إلى لقائك لا يغيب عن بالي، اللهم إني مسامح كل من أساء إلي أو تعرض لي"، قبل أن يختتم رسالته بتوقيعه وذلك في تاريخ 2 ذي الحجة 1438، أي قبل شهرين ونصف من وفاته. وكان الجريش قد توفي في حادث مفجع يوم الأحد الماضي، حيث كان أحد المتواجدين في المروحية المنكوبة التي كانت تقل نائب أمير عسير وعدداً من مسؤولي الإمارة، والتي سقطت في منطقة جبلية وتوفي جميع من كانوا فيها بعد زيارة تفقدية لمحافظة البرك. يشار إلى أن الجريش يحمل البكالوريوس في الدراسات الإسلامية والماجستير في القانون الجنائي، ودبلوماً في إدارة الأعمال من معهد الإدارة العامة، وتنقل في عدة وظائف حيث عمل في وزارتي الخدمة المدنية والداخلية، وعمل في هيئة التحقيق والادعاء العام، وفي الهيئة العليا لتطوير مكةوالمدينة، ثم وكيلاً لإمارة المدينةالمنورة، قبل أن يعمل وكيلاً لإمارة منطقة عسير في نوفمبر 2014. وفق"أخبار24".