حدّد خطيب جامع الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- بمدينة الرياض، ناصر بن علي القطامي، 7 تطبيقات إسلامية لمعالجة الأزمات المالية، منبهاً الدول والمؤسسات والأفراد، إلى أهمية تأمل المنهج الإسلامي لإدارة تلك الأزمات. وقال القطامي، في خطبة الجمعة، إنّ التطبيقات، تتمثل في اليقين بأن الدنيا لا تدوم على حال، والثقة بأنّ الرزق بيد الله، وأن على المسلم اللجوء إلى ربه في أي نائبة لتفريجها، إضافةً إلى حسن تدبير إدارة المال دون إسراف أو تقتير، والقناعة بالقليل لِكونها من أسباب البركة، وضرورة التشارك المجتمعي، وعدم الاعتماد على مصدر واحد دون احتقار لأي عمل، وترشيد الإنفاق، والحذر من الاقتراض والاستدانة قدر المستطاع قائلاً: "الدين مشروع لكن العاقل لا يعمد إليه إلا في حال الاضطرار الشديد". ونبّه القطامي، إلى ما أسماها صور الديون المعاصرة، والمتمثلة في استدراج البعض للوقوع في فخ الديون، مستشهداً بثقافة التساهل في الاقتراض التي قال إن كثير من البنوك وشركات التقسيط سوّقت لها، حتى أضحى العقل الباطن لدى فئات كثيرة مستسلماً ومنقاداً لها، معتبراً التقسيط بداية المذلة والانزلاق في أتون الديون، قائلاً: "إن البعض يفرح بشراء الجديد بالتقسيط، وينسى أنه سيدفع ثمن هذه الفرحة باهظاً إذا لم يستطع السداد، ولن يشفع له إغراءات الإعلانات وتشويق بريق الدعايات". ولفت إلى أنّ مَنْ يستعمل البطاقات الائتمانية، يقع في محظورين يتمثلان في إسراف المصاريف والاستغراق في الديون، إضافة إلى الوقوع في دائرة الرِّبا، إن لم يستطع السداد في المدة المتفق عليها. وقال إنّ الكثيرين اليوم استعبدتهم المادة فأصبحوا منساقين بلا إرادة ولا تبصُّر إلى الإسراف وهدر الأموال في ما لا ينفع تقليداً لغيرهم، أو للتباهي بها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونحوها. وختم القطامي، خطبته قائلاً: "على المؤمن أن يفرغ قلبه مما في أيدي البشر، وأن يُيَمم وجهه شطر رب البشر، فخزائن الرزق بيده، ومفاتح العطاء في كرمه، فثق به كما أمرك، يساق لك رزقك كما وعدك".