تعهد الكرملين يوم الخميس بمواصلة عملياته في سوريا، بينما يدرس المسؤولون الأمريكيون ردوداً أكثر صرامة على قرار روسيا تجاهل عملية السلام والسعي إلى انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد. وتتهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية. ووصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الغارات الجوية في حلب بأنها "مذبحة" وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها في هذا الصدد. وتقول الحكومتان الروسية والسورية إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين. وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس يوم الخميس أن الرئيس باراك أوباما طلب من مسؤولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بها واشنطن. وقال: "الرئيس (الأمريكي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد." وأضاف: "عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل." وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي تفاوض شخصياً على الهدنة الفاشلة في محادثات مع روسيا على الرغم من الشك الذي أبداه غيره من كبار المسؤولين الأمريكيين إن واشنطن قد تتوقف عن المساعي الدبلوماسية ما لم يتوقف القتال. ودعا إلى وقف الطلعات الجوية وهي خطوة رفضتها موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الخميس إن روسيا "ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعماً لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية." وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" و"الإرهابيين". وأضاف "نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنه واشنطن في الأيام الماضية." في غضون ذلك، يدرس مسؤولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السورية المدعومة من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية. وقال مسؤولون أمريكيون إن مسؤولي إدارة أوباما بدؤوا دراسة ردود منها خيارات عسكرية. وتجري المناقشات الجديدة على "مستوى موظفي البيت الأبيض" ولم تتمخض عنها أي توصيات لأوباما. وقال يوم الأربعاء مؤيدو اتخاذ رد أمريكي أقوى إنه من غير الواضح ما سيتخذه الرئيس إن كان سيتخذ خطوات من الأساس وإن خياراته "تبدأ من عند تشديد اللهجة" كما ورد على لسان أحد المسؤولين. وقال مسؤول إنه قبل إمكانية اتخاذ أي إجراء سيتعين على واشنطن أولاً أن "تنفذ تهديد كيري وتوقف المحادثات مع الروس" بشأن سوريا. وقال المسؤولون ل"رويترز" بعدما طالبوا بعدم نشر أسمائهم إن من الردود المحتملة السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطوراً أو توجيه ضربة جوية أمريكية لإحدى القواعد الجوية للحكومة السورية وهو ما يعتبر أقل ترجيحاً لما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس. وأضاف المسؤولون أن الخيارات الجاري بحثها محدودة من حيث العدد ولا تصل إلى حد التزام واسع النطاق بالمشاركة بقوات أمريكية. وقال أحد المسؤولين إن قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة في أماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد "لا تغير مسار المعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر." ومن الأفكار الأخرى الجاري بحثها إرسال مزيد من قوات العمليات الأمريكية الخاصة لتدريب الجماعات الكردية وغيرها من فصائل المعارضة السورية ونشر قوة بحرية وجوية أمريكية ومن دول حليفة في شرق البحر المتوسط. وقال مسؤول إن مسؤولي الإدارة الأمريكية بحثوا إرسال معونات إنسانية جواً لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وهو ما سيتطلب مرافقة من جانب طائرات حربية أمريكية لكنهم اعتبروا هذا الخيار ينطوي على مخاطر شديدة وأنزلوه إلى مرتبة متدنية في القائمة.