- أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تدرس ما إذا كان استخدام روسيا قاعدة جوية في إيران لقصف سوريا ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، بينما قالت موسكو إنه لا ينتهكها. فقد قالت الخارجية الأميركية الأربعاء إن قانونييها يعكفون على دراسة ما إذا كانت روسيا قد انتهكت القرار 2231 عبر استخدام قاذفاتها قاعدة جوية في همدان (280 كيلومترا جنوب غرب طهران) لضرب أهداف بسوريا. وأضافت في بيان أن هؤلاء القانونيين لم يتوصلوا بعد لقرار حاسم. وكانت الوزارة قد عبرت الثلاثاء عن أسفها لانطلاق الطائرات الحربية الروسية من قاعدة في إيران، وقالت إن ذلك ربما يعد خرقا للقرار 2231 الذي يمنع بيع أو إمداد إيران بأي طائرات حربية. كما قالت الخارجية الأميركية إن هذه العمليات الروسية تقلل من فرص نجاح التهدئة في سوريا. ورفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء الانتقادات الأميركية لاستخدام بلاده قاعدة جوية إيرانية لضرب أهداف في سوريا. وقال إن ذلك لا يمثل انتهاكا للقرار 2231، معتبرا أن هذه العمليات الجوية تستهدف من وصفهم بالإرهابيين. وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو أنه لم يتم نقل أي طائرة أو إمدادات إلى طهران. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفاتها من طراز توبوليف 22 وسوخوي 24 نفذت على مدى أيام غارات على أهداف في محافظات سورية، بينها دير الزور (شرق) وحلب وإدلب (شمال). وأكد مراسل الجزيرة في حلب أن قاذفات روسية شاركت في القصف المكثف على المدينة وريفها. رفض وتبرير ودافع كبار المسؤولين الإيرانيين عن قرار السماح لروسيا باستخدام القاعدة الجوية في همدان، لكن ذلك لم يحل دون ارتفاع بعض الأصوات المنتقدة للقرار، فقد أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه معارضته لهذه الخطوة. وقال النائب إن استخدام روسيا القاعدة الجوية يخالف المادة رقم 146 من الدستور التي تنص على أنه لا يجوز منح أي قاعدة عسكرية إلى أي دولة أجنبية حتى ولو كان ذلك لاستخدامات سلمية. في المقابل، نفى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن تكون بلاده قد منحت روسيا قاعدة عسكرية، وقال إن تعاون البلدين في المسألة السورية لا يعني إعطاء موسكو قواعد عسكرية. كما أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قال إن إقلاع المقاتلات الروسية من قاعدة "نوجه" في همدان يأتي في إطار التعاون الرباعي بين بلاده وكل من روسياوسورياوالعراق. وأضاف أن الطائرات الروسية تتزود "فقط" بالوقود من القاعدة، نافيا أن يكون الروس نشروا فيها منظومة صواريخ. وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني رحب في وقت سابق بالغارات الروسية، وقال إن تعاون بلاده مع روسيا في مجال مكافحة "الإرهاب" إستراتيجي، مؤكدا أن "طهران تتقاسم مع موسكو قدراتها العسكرية". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ذكر أن بلاده سمحت منذ أكثر من عام للطائرات الروسية المقاتلة باستخدام المجال الجوي للقيام بعمليات داخل سوريا ضد تنظيم الدول الإسلامية، وقال إن العراق أعطى لروسيا ممرا جويا يبدأ من الحدود العراقية الكويتية والحدود السعودية ثم الحدود الأردنية وصولا إلى سوريا.