بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس محاكمة عناصر خلية إرهابية خططت لأعمال تفجير واغتيالات. ووجه ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام لائحة التهم، إذ يواجه الأول زعيم الخلية 17 تهمة، منها تزعمه للخلية وانتماؤه لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، اعتناقه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة، خلعه للبيعة التي في عنقه لولي الأمر، شروعه في تفجير أحد المجمعات السكنية بالرياض، التخطيط لاستهداف أحد أمراء مناطق المملكة، شروعه لاختطاف ضابط مباحث بعد خروجه من المسجد تحت تهديد سلاح مسدس لاستخدامه كرهينة، تدربه على صناعة المتفجرات وتستره على خروج أحد الأشخاص لمناطق الصراع. أما الثاني فيواجه اتهامات عدة منها تصنيع المتفجرات والافتئات على ولي الأمر والخروج لمناطق الصراع. فيما يواجه الثالث اتهامات بالمشاركة في تجمع محظور وتصويره وبثه في الإنترنت للمطالبة بالإفراج عن موقوفين في قضايا إرهابية. المدعى عليه الرابع يواجه ثماني تهم، منها انتهاجه المنهج التكفيري القائم على تكفير الدولة وتوزيعه منشورات للغرض ذاته، وحيازته مواد كيميائية لصناعة المتفجرات، وتستره على منسق يقوم بإخراج عدد من الشباب لمناطق الصراح بسورية، ومشاركته في تجمع محظور أمام مركز المناصحة والرعاية في جدة لإثارة الفتنة بعد التنسيق مع آخرين، كما يواجه تهمة تمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية، ومخالفته التعهدات السابقة بالابتعاد عن مواطن الشبهة. ووجه المدعي العام خمس تهم للمدعى عليه الخامس، تمثلت بتواصله مع أحد المطلوبين للجهات الأمنية والتستر عليه، احتفاله بخروج أحد منظري الفكر التكفيري والاجتماع به وشروعه في التجمعات المحظورة بغرض إثارة الفتنة. كما اتهم المدعى عليه السادس بأربع تهم، وهي افتئاته على ولي الأمر بخروجه إلى مناطق الصراع، استغلاله المسجد ومرافقه فيما خصص له بعقده اجتماعات مشبوهة، تخزينه عبر حاسبه ما يخالف الأنظمة وما من شأنه المساس بالنظام العام، والتحريض على التجمعات المحظورة. وطالب المدعي العام رئيس الجلسة القضائية بالحكم على كل من المدعى عليهم الأول والثاني والرابع بالقتل تعزيرا والحكم على بقية المتهمين بأحكام تعزيرية شديدة ورادعة، إضافة لمصادرة المضبوطات كافة التي تمت مصادرتها بحوزتهم عند القبض عليهم. في المقابل، طلب جميع المتهمين مهلة للجلسة القادمة لإعداد ردهم كتابيا على التهم الموجهة لهم وقوبل طلبهم بالموافقة من رئيس الجلسة. وشهدت الجلسة القضائية حديثا للمتهم الرابع أكد فيه بيعته لزعيم الإرهابيين البغدادي ورفضه الاعتراف بالمحكمة الجزائية المتخصصة، وقال إنه تنازل عن جنسيته السعودية، لكن القاضي ناصحه موضحا له حجم المغالطات التي وقع فيها وتذكيره بآيات قرآنية وأحاديث نبوية لدحض الشبهات الضالة التي يحملها. وكانت الأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب نجحت في الوصول إلى الخلية والقبض على عناصرها، وتبين أنها كانت تخطط لتنفيذ أعمال إرهابية إجرامية بتفجير مجمعات سكنية بالعاصمة واستهداف أحد أمراء المناطق وتصنيع كمية من المتفجرات. وكان التنظيم الإرهابي المكون من ستة إرهابيين يسعى لإعادة إحياء تنظيم القاعدة الإرهابي في البلاد بعدما استطاعت الأجهزة الأمنية القضاء عليه خلال السنوات الماضية. وعمل أفراد الخلية الإجرامية على توفير كميات من المواد الكيميائية لتصنيع المتفجرات. كما خططوا للشروع باختطاف أحد ضابط المباحث العامة عند خروجه من أحد المساجد واستخدامه كرهينة مقابل إطلاق سراح عدد من سجناء وعناصر التنظيم الإرهابي.