قال مسؤولون أمنيون إن القوات اليمنية وحلفاءها الإماراتيين سيطروا على أكبر مرفأ نفطي في اليمن من تنظيم القاعدة الارهابي امس بعد يوم من إخراج المتشددين من معقل لهم في منطقة مجاورة. ويمثل هذا التقدم الخاطف تحولا في استراتيجية التحالف الذي تقوده السعودية والتي تركز منذ عام على الحوثيين المدعومين من إيران والذين سيطروا على العاصمة صنعاء بعد أن أخرجوا الحكومة منها. وخلال 48 ساعة حرم التحالف الارهابيين من دويلة مزدهرة أسسوها على مدى عام حول مدينة المكلا الساحلية. وكان نحو 80 بالمئة من احتياطيات اليمن النفطية المتواضعة يصدر في أوقات السلم من مرفأ الشحر المغلق منذ أن بدأت الحرب وسيطر تنظيم القاعدة على المنطقة. وحاول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تصدير مليوني برميل من النفط مخزنين هناك بموافقة الحكومة اليمنية لكنها رفضت. وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «العملية أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم.» وقال مصدر عسكري يمني إن حصيلة القتلى في معارك يوم الأحد وصلت إلى 18 جنديا مشيرا إلى أن 30 مقاتلا من تنظيم القاعدة قد قتلوا في المقابل. وقال مسؤولون يمنيون وسكان اول أمس إن نحو 2000 جندي يمني وإماراتي توغلوا في المكلا وسيطروا على الميناء والمطار وأقاموا نقاط تفتيش في أنحاء متفرقة من المدينة. واضافة الى استعادة المدينة، اوضحت مصادر عسكرية يمنية ان القوات المهاجمة تمكنت من استعادة مطار الريان في المكلا، ومعسكر للقاعدة قريب من المدينة، وميناء الضبا النفطي شرق حضرموت. وكان تنظيم القاعدة الذي دبر عدة هجمات تم إحباطها على طائرات متجهة إلى الغرب وأعلن مسؤوليته عن هجوم عنيف على صحيفة شارلي إبدو في باريس يجني نحو مليوني دولار يوميا من عائدات الجمارك من ميناء المكلا. ويستهدف التحالف الآن شريطا ساحليا على بحر العرب يمتد نحو 600 كيلومتر يسيطر عليه التنظيم ويمتد بين المكلا ومقر الحكومة في عدن حيث يبدو أنهم يواجهون مقاومة عنيفة من المتشددين. وقال مسؤولون أمنيون محليون إن مسؤولا يمنيا بارزا نجا من هجوم لتنظيم القاعدة بسيارة ملغومة أسفر عن مقتل أربعة من حراسه مساء الأحد خارج مدينة الكود في محافظة أبين. وتأتي هذه التطورات الميدانية مع استئناف مباحثات السلام بين الحكومة والمتمردين في الكويت برعاية الاممالمتحدة امس، غداة يوم طويل من النقاشات حول مسائل امنية وسياسية وانسانية. الا ان خلافات كبيرة في وجهات النظر تهيمن على المباحثات، بحسب موفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد. وقال الموفد الدولي في بيان مساء الاحد «لا شك ان هناك فروقات كبيرة في وجهات النظر، الا ان اجماع المشاركين على احلال السلام يجعل التوصل الى الحل ممكنا». ووصف وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي عبر صفحته على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، المباحثات بانها «عقيمة». وكانت مصادر قريبة من المباحثات اكدت وجود خلافات ابرزها حول تثبيت وقف اطلاق النار الذي بدأ تنفيذه منتصف ليل 10-11 نيسان. ولا يزال الطرفان يبحثان في سبل تثبيت وقف النار، واتفقا على تكليف مسؤول من كل طرف تقديم اقتراحات حول تثبيته. ويصر الوفد الحكومي على ضرورة ان يشمل وقف النار خطوات لبناء الثقة، مثل فتح ممرات آمنة الى كل المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين السياسيين والمحتجزين. في المقابل يطالب المتمردون بوقف تام للغارات الجوية للتحالف.