: كشفت مصادر مطلعة بمجلس الشعب أن مشاورات تجري حاليا بين وزارة الإعلام ولجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب لإصدار قانون جديد ينظم عمل القنوات الفضائية ويحدد مصادر تمويلها خاصة في ظل انتشار فوضى الفضائيات ولجوء بعضها لتهييج الرأي العام ضد المؤسسة العسكرية ومحاولة إثارة الفتن خاصة بعد أن اعترف عدد من المواطنين أنهم تلقوا رشاوى من عدد من القنوات الفضائية المملوكة للقطاع الخاص للهجوم علي المجلس العسكري واتهم عدد من الخبراء قنوات الثورة بالافتقاد إلي الحيادية . وقال د.جمال النجار أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر عن تلك القنوات التي تطلق على نفسها قنوات الثورة أن أغلبها ظهرت بعد ثورة يناير إما لتحقيق أهداف مادية وفي تلك الحالة تركز بشكل مباشر علي “البيزنس” وليس المهنية أو لمناصرة أهداف سياسية لملاكها في جولاتهم السياسية، وعلي سبيل المثال قناة “الحرية والعدالة” فهي لسان حال الإخوان المسلمين والقنوات الدينية مثل الرحمة والناس هي لسان حال التيار السلفي المتمثل سياسياً في حزب النور ومجموعة قنوات ال “سي بي سيوهي لسان حال الأحزاب الليبرالية وهناك قنوات كانت موجودة بالفعل ولها اتجاهات سياسية محددة لها ولكن تحددت رؤيتها بشكل أوضح بعد الثورة كقنوات الحياة وهي لسان حال الوفد و “او تي في ” لسان حال الكتلة المصرية لهذا فأغلب تلك القنوات افتقدت الحيادية وسعت لتحقيق مصالح سياسية وسخرت إمكانيتها الإعلامية من مقدمين ورموز سياسية لخدمة ذلك. وينتقد النجار غياب مفاهيم الدقة والمصداقية والموضوعية علاوة على اعتمادهم علي الشائعات والتشهير. ويكمل قائلاً: بأن تلك القنوات متأثرة بالروح السائدة في المجتمع المصري مؤخراً والمتمثلة في قيم التخوين والصراع حيث تتناقل الشائعات وتتسم بغياب الحس الأمني والوطني. ويصف النجار الإعلام مؤخراً بأنه مغرض ويحمل الكثير من المهاترات وهو ما يفسد حدوثه نتيجة لحالة التخبط العام التي يأمل أن تزول عقب انتخاب رئيس الجمهورية. وعلى تلك القنوات كما يوضح أن تراعي مصلحة البلاد وأن تحمل شعار البناء والعمل دون مجاملة للثورة. وتتفق معه د.ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية حول أن تلك القنوات الفضائية التي نشأت عقب الثورة ركزت علي أفكار الصراع ما بين المصريين بعضهم البعض سواء بين الثوار والجيش أو بين الثوار أنفسهم كما أن عليها أن تعلن عن مصادر تمويلها لضمان نزاهة اتجاهاتها. وحول ضرورة وجود آلية للرقابة صرحت ليلى بأنها ضد وجود رقابة علي الإعلام وإنما الأمر يحتاج فقط إلي جهود من القائمين على تلك القنوات بالعمل علي توعية المواطن أولاً مشددة على أن يكون لديهم مسئولية إعلامية لما يقومون بتقديمه. وتؤكد دكتورة ليلى عبد المجيد أن تلك البرامج لعبت دوراً أساسياً قبل الثورة وفتحت مجال المعارضة للنظام السابق من خلال رموز إعلامية كالإعلامي محمود سعد ومني الشاذلي وغيرهما ولكن للأسف بعد الثورة ركز أغلب تلك البرامج على فكرة الهدم وليس البناء بمعني التركيز علي سقوط رأس النظام وليس النظام بأكمله وكان الأولى بها التركيز على إعادة المجتمع إلى حالة الهدوء والتركيز على أفكار إيجابية واستخدمت نماذج مكررة من الضيوف لا تعبر عن جموع الجماهير. وتنتقد ليلى تركيز تلك البرامج ومقدميها على خوض معارك جدلية دون التركيز على القضايا الرئيسية وغاب عنها الدور الرئيسي للإعلام وهو التوعية لدرجة جعلت الجماهير تصل لمرحلة الملل منها، وعلى الجانب الآخر استفادت بعض القنوات من تجاربها وسعت لتقديم نماذج إيجابية ومعبرة عن الجماهير وعلى سبيل المثال قناة سي بي سي وعلي الجانب الأخر وأمام غياب ثقة الشباب في الإعلام الرسمي لم يعد الشباب يثقون فيما يبثه الإعلام الرسمي من أخبار فقرروا تأسيس قنواتهم الخاصة التي تبث أفكارهم كما يرونها دون قوانين وحواجز كتلك التي تعوق الإعلام المصري عن أداء مهمته.. لذا قمنا برصد بعض القنوات الإلكترونية أو “إعلام الثورة البديل” هي قناة على موقع اليوتيوب أو كما يدعونها الشباب مؤسسة إنتاج إعلامي.. تهدف لملء الفراغ الإعلامي بمواد تتمتع بأصالة الفكر وبهاء العرض.. وتعمل على التقاء الفكر بالإبداع كما تلتزم بالمهنية واحترام قيم المجتمع وتقوم ببث وعرض مشاهد من فيديوهات مجمعة وتقدم وثائق وإحصائيات للثورة في محاولة لتوثيق أحداث الثورة بالأرقام. لم تخل قنوات اليوتيوب من الإعلام الديني وقنوات الجماعات الإسلامية “الحق والضلال” “الهداية” وغيرهما ومهمتهما الرد على كل من ينتقد أعلامهم أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ يعقوب وتعقب الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين كذلك الحال على الفيس بوك في صفحات مثل إحنا كمان بنهزر يا ساويرس “مشايخ وبرضه دمهم خفيف” وهدف هذه الصفحات الرد على كل من يسيء للإسلام خاصة على الصفحات المسيحية المضادة جماعة الإخوان المسيحيين وإثبات أن الشيوخ ليسوا متشددين ويسعون لتغيير الصورة عن أعلامهم بأنهم أيضا يتمتعون بروح الفكاهة والسخرية “ومن هذه الصفحات شنت الحملات المضادة لرجل الأعمال نجيب ساويرس.