بحث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ المستجدات على الساحة اليمنية وآفاق السلام، مؤكدا على ضرورة توفر حسن النوايا للمضي قدما في عملية السلام. وقال هادي -أثناء استقباله ولد الشيخ في مقر إقامته المؤقت بالسعودية- إن السلام الصادق والجاد في اليمن يرتكز على القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وشدد على تمسكه بالإفراج عن المعتقلين لدى جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعلى مساحات واسعة من البلاد بدعم من مليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأوضح الرئيس اليمني -وفق وكالة سبأ الرسمية اليمنية- أن النوايا الحسنة وإجراءات بناء الثقة من خلال الإفراج عن المعتقلين وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحافظات المحاصرة، ومنها تعز، ضرورة ملحة تستدعي الإيفاء بها، حسب تعبيره. وكان مصادر حكومي أكد لوكالة الأناضول أن اللقاء يأتي في إطار الجهود الأممية لحل الأزمة اليمنية، من خلال الترتيب لمشاورات ثالثة بين الحكومة والحوثيين، تطالب الأممالمتحدة بعقدها في منتصف الشهر الجاري. ويأتي هذا اللقاء بعد يوم من رفض المملكة العربية السعودية -التي تقود تحالفا عربيا في اليمن- فكرة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا بشأن الوضع الإنساني في اليمن، معتبرة أنه غير ضروري في هذه المرحلة. جدير بالذكر أنه عقب فشل مشاورات "جنيف 1" منتصف يونيو/حزيران الماضي، رعت الأممالمتحدة مشاورات ثنائية مباشرة بين الأطراف اليمنية في سويسرا، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتهت بالاتفاق على جولة مشاورات جديدة، وإجراءات لبناء الثقة، أبرزها إطلاق الحوثيين للمعتقلين السياسيين، والسماح بدخول الإمدادات إلى المدن المحاصرة، وتحديدا محافظة تعز وسط البلاد. وأفرج الحوثيون عن وزير التعليم الفني عبد الرزاق الأشول وأربعة نشطاء سياسيين، لكن الحكومة الشرعية تشترط الإفراج عن بقية المعتقلين، على رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ورفع الحصار عن تعز، كشرط للدخول في جولة مشاورات جديدة. وحققت الحكومة الشرعية منذ المشاورات الأخيرة تقدما على الأرض، حيث سيطرت على غالبية محافظة الجوف شمالي البلاد، ومدينة ميدي الساحلية على الحدود السعودية، كما توغلت إلى مشارف صنعاء، وهو ما يجعل موقفها التفاوضي أفضل من السابق، وفقا لمراقبين.