شهدت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا مظاهرات اليوم تحت شعار "جمعة ثورتنا مستمرة"، استثمر المشاركون فيها الهدنة المستمرة منذ سبعة أيام لتجديد العهد مع المظاهرات التي غابت عن الساحات منذ نحو ثلاث سنوات. وذكر ناشطون أن 22 مظاهرة خرجت في خمس مدن، هي إدلب وحلب وحمص ودرعا وريف دمشق. وطالب المشاركون بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والتأكيد على مطلب نيل "الحرية والكرامة". وحمل المتظاهرون في حلب لافتة كبيرة كتب عليها "عاشت سوريا ويسقط الأسد"، مرددين شعارات عدة أبرزها "الحرية صارت عالباب". وذكر مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن المتظاهرين -عند مرورهم في حي محاذ لأحياء تحت سيطرة قوات النظام- تعرضوا لإطلاق نار من أحد القناصة التابعين لقوات النظام من دون تسجيل أي خسائر. وقال الخطاط أبو نديم إثر الانتهاء من أعداد لافتة كبيرة حملها متظاهرو حلب "غابت المظاهرات السلمية لفترة، ومع الهدنة باتت لدينا فرصة للتعبير عن السبب الذي خرجنا من أجله، وهو إسقاط النظام، ولنظهر للعالم أننا لسنا عصابات مسلحة، بل نحن شعب يطالب بالحرية وإسقاط النظام". وخرج المتظاهرون في مدينة بصرى الحرير بريف درعا، منددين بما أسموه "العدوان الروسي". ورفع المشاركون لافتات تطالب بفك الحصار عن المدن السورية التي تحاصرها قوات النظام، وإدخال مساعدات غذائية وطبية لها بأقصى سرعة، إلى جانب لافتات ترفض ما وصفوه ب"مخططات لتقسيم سوريا"، مؤكدين على وحدة أراضيها وشعبها. وشارك عشرات من أهالي مدينة دوما بريف دمشق في وقفة احتجاج بعد صلاة الجمعة، للتأكيد على استمرار الثورة ورفض حكم نظام الأسد، وطالب المحتجون بفك حصار قوات النظام على الغوطة الشرقية المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفي ريف إدلب، قال مراسل الجزيرة إن مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة، وطالب فيها المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، كما نددوا بما سموه تخاذل المجتمع الدولي وصمته تجاه ثورتهم، وتغاضيه عن المجازر التي ارتكبها النظام. وشهدت مدينة الرستن بريف حمص الشمالي خروج مظاهرة تطالب بإسقاط نظام الأسد، وتدعو إلى تحسين معيشة الأهالي، حيث أدى حصار قوات الأسد للمدينة إلى انعدام معظم المواد الغذائية، ولا سيما الطحين الذي عجز المجلس المحلي للمدينة عن تقديمه. وقال الناشط في تلبيسة بحمص حسان أبو نوح "يمكن القول إننا عدنا إلى البداية"، وأوضح أن "المظاهرة الأخيرة في المدينة خرجت منتصف العام 2012، تاريخ بدء القصف الجوي والمدفعي الذي منع الناس من التجمع في الشوارع". وأضاف أبو نوح بتأثر واضح "هناك فرحة كبيرة جدا، ولكن هناك غصة أيضا. الناس يبكون.. العديد من الشبان الذين تظاهروا معنا استشهدوا". وتابع "منذ ثلاث سنوات لم نخرج إلى الشارع (...) ولشدة فرحنا بدأنا نرقص". ومنذ منتصف مارس/آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية فيها تتداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات السلمية، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة.