قال مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن المنظمة الدولية ستؤجل الجولة القادمة من محادثات السلام ليومين لإعطاء الفرصة كي يؤتي وقف الأعمال القتالية الذي بدأ سريانه منذ يوم السبت ثماره بتحقيق المزيد من الاستقرار. وأقر مراقبون دوليون بوجود انتهاكات للاتفاق ولكنهم أكدوا على أن مستوى العنف تراجع بدرجة كبيرة. وقال دي ميستورا لرويترز يوم الثلاثاء "سنؤجلها حتى بعد ظهر التاسع (من مارس) لأسباب لوجيستية وفنية وأيضا حتى يستقر وقف إطلاق النار بدرجة أكبر." وكان من المقرر بدء المحادثات في السابع من مارس آذار. ووصف الرئيس السوري بشار الأسد اتفاق وقف الأعمال القتالية بأنه "بصيص أمل" واتهم المعارضة بانتهاك الاتفاق الذي يهدف إلى وقف الحرب المستعرة منذ نحو خمسة أعوام. وقال الأسد في مقابلة مع شبكة (إيه.آر.دي) التلفزيونية الألمانية يوم الثلاثاء "سنقوم بدورنا لإنجاح الأمر برمته." وأضاف أن الجيش السوري يمتنع عن الرد على انتهاكات الهدنة من أجل إعطاء فرصة للاتفاق. وقال الأسد "أعتقد أنكم تعرفون أن الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى. نحن كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق. هذا ما نستطيع فعله لكن في النهاية هناك حدود. وهذا يعتمد على الطرف الآخر." وقال كذلك إن من يعيشون في سوريا يعانون "كارثة إنسانية". وقتل ربع مليون شخص على الأقل واضطر الملايين للفرار من ديارهم. وتأمل الأممالمتحدة أن يسمح وقف العمليات القتالية لها بتسليم مساعدات لأكثر من 150 ألف شخص في مناطق محاصرة في سوريا. ويمثل اتفاق وقف العمليات القتالية الذي طرحته الولاياتالمتحدة وروسيا كذلك فرصة بالنسبة للأمم المتحدة لإحياء محادثات السلام التي انهارت قبل حتى أن تبدأ قبل شهر في جنيف. *طاولة المفاوضات قال بيان للأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتفقا اليوم على الحاجة الماسة لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا وعودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات السياسية. وأضاف البيان "اتفقا على أهمية التحرك على وجه السرعة وبشكل متزامن لتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية وتقديم المساعدة الإنسانية الضرورية للمدنيين والعودة للمفاوضات السياسية." قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إنه في حين تُبذل جهود للتحقق من انتهاكات مزعومة لوقف الأعمال القتالية في سوريا فإنه لا توجد حاليا أدلة تشير إلى أنها ستزعزع السلام الهش في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عام 2011. وقال دي ميستورا إنه يتوقع أن تكون هناك محاولات لإفساد وقف إطلاق النار وإنه يجب احتواؤها تفاديا لانتشارها وتقويض مصداقية الهدنة. وأضاف "لا نريد أن تصبح المناقشات في جنيف نقاشا عن الخروقات وليس عن وقف إطلاق النار. نريدها أن تتعامل مع جوهر كل شيء." ويريد دي مسيتورا من الأطراف السورية التركيز على الإصلاح الدستوري والحكم الرشيد ويأمل أن يتسنى إجراء انتخابات خلال 18 شهرا. وقال إن الإفراج عن السجناء سيكون "في موقع متقدم جدا على جدول الأعمال." ولا يشمل الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة. وأوضح الأسد وداعموه الروس أنهم يعتزمون الاستمرار في مهاجمة الجماعات الجهادية. وتقول المعارضة "المعتدلة" المدعومة من السعودية إن تمركز بعض مقاتليها في مناطق إلى جانب جبهة النصرة يجعلها تخشى أن تستهدف هي الأخرى. ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء يوم الثلاثاء أن وزارة الدفاع الروسية تواصل الامتناع عن مهاجمة المناطق التي تحترم فيها "المعارضة المعتدلة" في سوريا اتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها إنها سجلت 15 حالة انتهاك لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. ونفى الجيش السوري أن يكون مسؤولا عن انتهاكات وقال إن "الجماعات الإرهابية" -وهو التعبير الذي يستخدمه للإشارة إلى كل جماعات المعارضة المسلحة - هي الملومة. والعمليات مستمرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة. وقال مصدر عسكري سوري إن العمليات القتالية التي ينفذها الجيش العربي السوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة مستمرة وفقا لخطط القيادة العسكرية. في الوقت نفسه دعت موسكو إلى إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا. وقال لافروف يوم الثلاثاء إن موسكو تريد إغلاق الحدود التركية السورية لأنها تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة التي قال إن بعضها يجري إخفاؤه وسط المساعدات الإنسانية.