في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية وعلى الطريق الاستيطاني المؤدي لسبع مستوطنات تعتلي التلال والجبال ترى أرضا جرداء لا بفعل عوامل الطبيعة بل بفعل اعتداءات المستوطنين المتكررة على الأشجار وتقطيعها كلما غرسها المزارع الفلسطيني الذي أصبح يخشى على حياته إذا ما اقترب من هذه الأراضي بعد جريمة حرق عائلة الدوابشة بأكملها صيف العام الماضي وسط القرية وفي جنح الظلام. فعلى جنبات الطريق يترجل من حافلات ومركبات مجموعة من نشطاء اليسار الإسرائيلي يتقدمهم نشطاء من منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان يحملون أشتال الزيتون لزراعتها في الأراضي المعتدى عليها يدا بيد مع المزارعين الفلسطينيين يجعلون فيها حفرا لغرسها وغرس أمل جديد لمن كانوا بالأمس ممنوعين من الوصول إليها. وقال رئيس منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" إريك أشيرمان لسكاي نيوز عربية إن حرب المستوطنين ليست على البشر فقط بل على الأشجار فعلى مدار الأعوام الماضية قطع واقتلع المستوطنون آلاف أشجار الزيتون والأشجار المثمرة الأخرى.. وكل هذا لإرهاب المزارعين الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم. وأضاف "أننا هنا لنقول إنه يوجد طريق آخر هو طريق السلام والتعايش وللتذكير بتعاليم كل الأديان أن لا تسرق ولا تقتل". ويستمر العمل بزراعة مئات أشتال الزيتون يساعدهم شبان من قرية دوما عينهم على الأرض وعلى دوريات الجيش الإسرائيلي ومركبات المستوطنين. وأثنى رئيس مجلس قروي دوما عبد السلام دوابشة على هذه المبادرة من الحاخامات لكن ذلك يعني كما قال بأن "أصواتهم خافتة في المجتمع الإسرائيلي أمام أصوات اليمين المتطرف الداعم للاستيطان والمستوطنين.. هذا اليمين الذي أصبح اليوم في سدة الحكم لا يمكن وقف تطرفه ودعمه للمستوطنين إلا بفعل سياسي قوي وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يقطن أرضا تسيطر عليها إسرائيل أمنيا وإداريا". إلى جانب عبد السلام يقف القيادي في حزب ميرتس اليساري موسي راز الذي قال لسكاي نيوز عربية "نحن هنا لدعم صمود الفلسطينيين في أرضهم وأن لا حل إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وبهذا يمكن لشعب إسرائيل أن يعيش بسلام". وأضاف راز "أنا هنا لأجلي ولأجلهم فلا يمكن أن يسود السلام مع استمرار الاحتلال ودعم الاستيطان". وكانت نهاية يوم نشطاء السلام والحاخامات في قرية دوما بأداء صلاة مشتركة من أجل السلام ووقف نزيف الدم المستمر كل يوم.