: القوات الجوية السعودية تختبر جاهزيتها القتالية بمعركة شبه واقعية مع نظيرتها الأمريكية بقاعدة نلس أكد مسؤول في القوات الجوية الأميركية أن التدرب على القتال، جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى، من شأنه أن يصب في مصلحة جميع الأطراف المشاركة، كونه يسهم في إيجاد علاقة قوية بين تلك الأطراف، لافتا إلى أن ذلك سيؤثر بشكل كبير إذا دعت الحاجة في المستقبل للقتال في صف واحد. يأتي ذلك في وقت انطلقت فيه أول من أمس فعاليات تمرين «العلم الأحمر 5» بقاعدة نلس الجوية في ولاية نيفادا الأميركية، التي تستمر 10 أيام بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية المقاتلة بكامل أطقمها من الطيارين والفنيين والمساندين، إلى جانب القوات الجوية الأميركية وقوات جوية لعدد من الدول الأخرى. وقال العقيد الطيار تاد فمقل، قائد سرب 414 «العلم الأحمر» من الجانب الأميركي: «إن الفائدة من تمرين (العلم الأحمر) لا تقتصر على القوات الجوية الملكية السعودية فقط، بل نحن في القوات الجوية الأميركية نحرص على التدرب على القتال جنبا إلى جنب مع الدول الصديقة، وهو ما يوفره لنا تمرين (العلم الأحمر)». وأضاف: «خلال السنوات ال5 الماضية التي تدربنا فيها مع القوات الجوية الملكية السعودية، استطعنا إيجاد علاقة قوية من التناغم والفهم بين القوتين، مما يكون له الأثر الكبير إذا دعت الحاجة في المستقبل للقتال في صف واحد». كانت طائرات القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في تمرين «العلم الأحمر - 5» و«العلم الأخضر - 2» قد وصلت الأحد الماضي إلى قاعدة نلس الجوية بولاية نيفادا في الولاياتالمتحدة الأميركية؛ حيث كان في استقبالها مساعد الملحق العسكري للشؤون الجوية بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة وقائد مجموعة القوات الجوية لتمرين «العلم الأحمر - 5» و«العلم الأخضر - 2» وأركان التمرين. وقد بدأت الطائرات السعودية المشاركة في التمرين، التي وصلت إلى قاعدة نلس الجوية، رحلتها من السعودية مرورا بإسبانيا، وصولا إلى قاعدة سيمور جونسون الجوية في الولاياتالمتحدة، ثم إلى قاعدة نلس. من جهته، ذكر المقدم الطيار الركن بندر بن سعيد القحطاني، ركن عمليات التمرين السعودي، أن تلك الفعاليات تتمحور حول تنفيذ عدد من الطلعات الجوية النهارية والليلية، التي تهدف إلى التخطيط والتنفيذ المشترك لعمليات قتالية متقدمة بمشاركة منظومات متطورة من الطائرات القتالية المستخدمة لمهام الحماية الجوية، والتحريم والإسناد الجوي القريب ضد أهداف ثابتة ومتحركة. واستطرد: «تتضمن فعاليات التمرين أيضا مواجهة قوات معادية باستخدام نظم إلكترونية متطورة ودفاعات جوية وأرضية متقدمة، وذلك من أجل خلق روح من المنافسة والتحدي للمشاركين وتهيئة بيئة قتالية أقرب إلى واقعية المعارك الحقيقية، مما يساعد في تبادل الخبرات بين الدول المشاركة». واعتبر مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في هذا التمرين إضافة حقيقية نحو التدرب على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال العمليات الجوية القتالية، الذي تحرص كل دولة على المشاركة فيه باعتباره يحاكي العمليات الجوية المشتركة والمختلطة. وأرجع سبب ذلك إلى تطبيق أساليب متقدمة في هذه التمارين باستخدام جميع التخصصات المساندة لتحقيق التفوق والسيطرة الجوية والحرب الإلكترونية للحد من تأثير القوى المعادية والتوقع والتنبؤ بمتطلبات الإمداد الذي يعزز من خفة الحركة بطريقة تحقق الأهداف وتقلل التكاليف، مبينا أن ذلك كله يتم بإسناد أطقم فنية ذات كفاءة عالية تعمل على تجهيز الطائرات وعمل صيانة دورية لضمان أعلى درجات السلامة. جدير بالذكر أن الفريق متقاعد ستانلي غرين، نائب رئيس تطوير أعمال الدفاع الجوي والصاروخي الدولي في «لوكهيد مارتن»، كان قد كشف في وقت سابق ل«الشرق الأوسط» عن وجود عدة برامج لتطوير قوات السعودية البحرية والجوية، وصفها ب«المؤكدة» والمجربة، مشيرا إلى أن السعودية لديها القدرة في الاختيار على مستوى جميع المجالات العسكرية من أجل تطوير أنظمتها الدفاعية. وقال آنذاك ل«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تحديد حجم إمكانات التسلح في مجالات الدفاع الجوي بمنطقة الخليج وامتلاك الدول لأحدث التقنيات في المجال العسكري، إلا أن السعودية تعلم جيدا أولويات احتياجاتها ومشاريعها ودرجة أهميتها، ومن ثم تعمل على تطوير أنظمتها الدفاعية وفق تلك الأهمية»، مؤكدا وجود تطور كبير في المجال العسكري بمنطقة الخليج العربي بشكل عام. وقد أعلن حينها قائد القوات الجوية الفرنسية ل«الشرق الأوسط» عن مشاركة نحو 60 ضابطا سعوديا بشكل فعلي في التدريب ضمن عمليات مناورات عسكرية قتالية بفرنسا، وذلك منذ بدء تلك التدريبات قبل نحو عامين، إضافة إلى التحاق 20 ضابطا آخرين بدروس تدريبية خاصة في مجال الدفاع الجوي ضمن التعاون المشترك بين كل من السعودية وفرنسا. وأوضح في ذلك الوقت الفريق جيل ديسكلو، قائد الدفاع الجوي والقيادة والعمليات الجوية في القوات الجوية الفرنسية، أن هناك علاقات قديمة متعلقة بميدان التدريب بين البلدين، إلى جانب أوجه تعاون مختلفة في ميادين أخرى وصفها ب«الكثيرة»، لافتا إلى وجود لقاءات مستمرة بين الضباط والعسكريين السعوديين والفرنسيين بهدف مناقشة مجالات كثيرة تختص بتدريب الكوادر في الدفاع الجوي. وقال في تصريح سابق ل«الشرق الأوسط»: «تم البدء فعليا في عمليات تدريب حقيقية، وهو ما جعلنا نفتح أبوابنا ومؤسساتنا لاستقبال السعوديين وتدريبهم من أجل التعرف على القوات الجوية الفرنسية أيضا عن كثب»، مؤكدا أن هذا التعاون يعد مثمرا ومهما بالنسبة لفرنسا. وأفاد بأن التعاون بين السعودية وفرنسا في مجال تدريب الكوادر العسكرية التابعة للدفاع الجوي بدأ من مرحلة تبادل الآراء وتوطيد العلاقات للدخول إليه، إلى جانب البدء في عمليات تدريب حقيقية بفرنسا، ومن ثم خلال المرحلة المقبلة ستتم المشاركة الفعلية للضباط السعوديين في المناورات الحقيقية على الأراضي السعودية، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام كل الأساليب والطرق للتعرف على خبرات البلدين. يُشار إلى أن تمرين «العلم الأحمر» يعتبر من أقدم التمارين القتالية الجوية عالميا، الذي تشارك فيه أكثر الدول المتطورة في مجالات العمليات الجوية الحربية؛ حيث تعتبر هذه المشاركة الخامسة للقوات الجوية الملكية السعودية في هذا التمرين بدعوة من قبل القوات الجوية الأميركية. /fb: like twitter