طالب استشاري الجودة والتميز وإدارة البحث والتطوير عضو اللجنة التنفيذية للمجلس السعودي للجودة المهندس عوض سالم الحربي بإنشاء مظلة رسمية بالمملكة العربية السعودية لرعاية الإبداع والابتكار والاهتمام بنشر ثقافة الإبداع والابتكار وبناء سياساته في بلادنا الغالية، إلى جانب إنشاء مؤشر للإبداع والابتكار، مؤكداً بأن منظومة الإبداع والابتكار أصبحت أحد المؤثرات في اقتصاديات دول العالم وأكثرها تأثيراً في التنمية المستدامة والتنافسية الدولية. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها م. عوض الحربي بعنوان "المؤشرات العالمية للابداع والابتكار وكيفية الاستفادة منها في تطوير العمل الخيري" ضمن فعاليات الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل الخيري والذي نظمته الأمانة العامة لجائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" ومؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية، تحت شعار "الإبداع والابتكار بين النظرية والتطبيق" برعاية وحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وتشريف معالي الدكتور سعد بن عثمان القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. حيث استعرض م. الحربي أهمية مؤشرات ومقاييس للابداع والابتكار والتي أصبحت منظومة متكاملة كخارطة طريق لمختلف الدول والمنظمات لنهجها وتبنيها وتنفيذ برامج وطنية، موضحاً بأن مقاييس للابداع والابتكار تعتبر مقاييس علمية ناضجة وواضحة لمعرفة مدى التقدم في تحقيق معالم الابداع والابتكار في الدول وتقييم مدى نجاح سياساتها وبرامجها في ذلك، فضلاً عن الاستفادة من المؤشرات العالمية للابداع والابتكار للتعرف على موقع الدولة في الخارطة العالمية بين دول العالم المشاركة في المؤشر، ووجود مؤشرات معيارية خاصة بالابداع والابتكار يساعد على تكوين بيئة تمكن من التقييم المستمر لعوامل الابداع والابتكار ومحفزاته. وأضاف بأن مؤشرات الابداع الابتكار والاحتفال بها تشكل مصدر تحفيز والهام للجيل القادم من المبدعين وأصحاب الاعمال, خاصة في الأسواق الناشئة والدول النامية، مستعرضاً مستويات المؤشرات العالمية للإبداع والابتكار والتي تبدأ بالمستوى الأول المؤشرات والمقاييس على مستوى الدول، والمستوى الثاني المؤشرات والمقاييس على مستوى المنظمات، والمستوى الثالث المؤشرات والمقاييس على مستوى الأفراد. وأبرز م. عوض الحربي مؤشر الابتكار العالمي والذي يحضى بمستوى من الموثوقية والمرجعية حيث تم اطلاقة في العام 2007 من قبل كلية إدارة الأعمال انسياد بالاشتراك مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية وجامعة كورنيل الأمريكية، ويهدف وضع معايير مقاييس غير اعتيادية لتقييم وقياس عملية الابتكار في المجتمع، ويغطي في نسخته الصادرة في العام 2015 ما مجموعه 141 دولة يمثلون 95,1% من سكان العالم, وتشكل 98,6% من الناتج المحلي الاجمالي له. وأضاف بأنه يتم تحديد قيم المؤشرات عن طريق استبيانات وطنية أو عن طريق معلومات واحصائيات متوفرة عن طريق البنك الدولي أو المنظمات الدولية المعتبرة من 30 مصدرا، يعطي مؤشر الابتكار العالمي وزناً للدولة التي يمكن لها أن تحفز على الانشطة الابتكارية مقارنة بما يخصصه من وزن ونقاط لمخرجات الدولة من الانشطة الابتكارية، مبيناً بأن المؤشر يتشكل من مؤشرين فرعيين هما مؤشر مدخلات الابتكار ومؤشر مخرجات الابتكار, ويندرج تحت هذين المؤشرين سبعة اركان رئيسة يتضمن كل منها ثلاثة اركان فرعية والتي يتشكل الواحد منها من ثلاث الى ستة مؤشرات فردية يبلغ مجموعها الكلي 79 مؤشر، لكلا المؤشرات (المدخلات والمخرجات) وزن متساوي ولهما نفس، ويتم حساب المؤشر الفرعي لمدخلات الابتكار ومخرجاته من خلال المتوسط البسيط لنقاط تقييم الاركان التابعة لهما، كما يتم حساب نقاط كل ركن من هذه الاركان السبعة من خلال المتوسط الموزون لنقاط اركانه الفرعية، بينما يتم حساب نقاط كل ركن فرعي من خلال المتوسط الموزون لجميع مؤشراته. وبين م. الحربي بأن مؤشر الابتكار العالمي يتضمن قياساً لمعدل كفاءة الابتكار في جميع الدول التي يشملها المؤشر , ويعكس معدل كفاءة الابتكار IER نسبة المؤشر الفرعي لمخرجات الابتكار الى المؤشر الفرعي لمدخلات الابتكار , أي أن هذا المعدل يقيس حجم مخرجات دولة ما من الابتكار مقابل ما تخصصه من مدخلات. كما استعرض المؤشر العالمي للابداع (GCI) والذي يعد المؤشر العالمي الوحيد للابداع وتم تأسيسه في عام 2004 من قبل معهد مارتن بروسبيرتي في كلية الأعمال بجامعة تورونتو الكندية، ويهدف إلى رصد ومراقبة تطور الاقتصاد الإبداعي لدول العالم، ويغطي مؤشر الابداع العالمي في نسخته الصادرة في العام 2015 ما مجموعه 139 دولة في العالم للفترة من عام 2010 إلى عام 2014، ويرتكز المؤشر العالمي للإبداع على ثلاثة مؤشرات تسمى بالتآت الثلاث التكنولوجيا والموهبين والتسامح، وينقسم إلى قسمين رئيسيين التصنيف العالمي للدول والعلاقة بين المؤشر العالمي للإبداع GCI والتنمية الاقتصادية والتنافسية والرخاء والازدهار. وأبرز م. الحربي أهمية مساهمة العمل الخيري الفاعلة في رفع رصيد المملكة العربية السعودية في رفع مستوى المؤشرات واوزانها، والعمل على بناء منظومة مشابهة للابداع والابتكار وملاءمة وموضوعية للعمل الخيري محلياً واقليمياً وعالمياً، فضلاً عن خلق بيئة وثقافة داخل قطاع العمل الخيري تكفل تأسيس منظومة ابتكار فاعلة فيها تقود الى انشطة ابتكارية نوعية في العمل الخيري، وتشجع ديمومة الاستثمار في هذه المنظومة الابتكارية حتى في أوقات الازمات الاقتصادية كونها عنصراً ضامنا لتحقيق الازدهار والنمو المستدام. وأوصى م. عوض الحربي بإعطاء مفاهيم ومنظومة الابداع والابتكار إهتماماً أكبر ونشر ثقافته وبناء سياساته في بلادنا الغالية عامة وفي قطاع العمل الخيري خاصة لما لمنظومة الابداع والابتكار من دور مؤثر في التنمية المستدامة والاقتصاد المعرفي، والعمل على انشاء مظلة رسمية بالمملكة العربية السعودية لرعاية الابداع والابتكار مثل وزارة للعلوم والتكنولوجيا والابداع مثل بعض الدول الاسلامية وبعض الدول الصناعية المتقدمة، فضلاً عن السعي والعاجل لتنبي انشاء مشروع مؤشر للابداع والابتكار يلاءم طبيعة العمل الخيري، كما دعا لتطوير معايير جائزة السبيعي للتميُّز في العمل الخيري ودمج مؤشرات وسياسات الابداع والابتكر ضمن معاييرها ومؤشراتها لتقييم منظمات العمل الخيري في وتصنيفها بين بقية المنظمات بالتناغم والتكامل مع جائزة السبيعي للتميُّز في العمل الخيري، والعمل على بث روح التنافس المحمود والمنشود بين منظمات العمل الخيري للحصول على تصنيف متقدم فيه، وإيجاد صورة ذهنية إيجابية عن العمل الخيريي نظير ما توليه من أهمية للابتكار ورصد لمستوياته ومدى كفاءة محفزاته. يذكر بأن الملتقى الأول للإبداع والابتكار في العمل الخيري والذي أقيم برعاية مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ومؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية ومؤسسة المجدوعي الخيرية تحت شعار "الإبداع والابتكار بين النظرية والتطبيق" حظى بحضور ممثلي عدد من الوزارات المختصة والمؤثرة في إدارة العمل الخيري إلى جانب مشاركة قيادات العمل الخيري والعاملون بمنظماته المختلفة والمتخصصون والباحثون في مجال الإبداع والابتكار فضلاً عن مشاركة الجمعيات الخيرية المشاركة في جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري والأفراد المشاركون في المجال الثالث بالجائزة "الفكرة الإبداعية المتميزة" وتعد جائزة السبيعي للتميز في العمل الخيري أول جائزة متخصصة في الجودة والتميز المؤسسي في قطاع العمل الخيري عالمياً ومحلياً، وقد تبنتها مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية بهدف خدمة العمل الخيري وتطويره والتوعية بأهمية التميز والجودة فيه باعتباره قطاعاً مكملاً للقطاعين الحكومي والخاص.