تواصل الطائرات الروسية تكثيف غاراتها على البلدات السورية المحاذية للحدود مع تركيا، مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين في ريفي حلب وإدلب، وسط استمرار للاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطائرات الروسية شنت خلال 24 ساعة الماضية غارات كثيفة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان، اللذين يعدان معقلي الفصائل المسلحة في محافظة اللاذقية. وأوضح المتحدث باسم "تجمع ثوار سوريا" عمر الجبلاوي أن "أسرابا من الطائرات الروسية تتولى تباعا قصف جبل التركمان وجبل الأكراد منذ الثلاثاء بشكل رهيب". وأضاف الجبلاوي أن القصف يتركز على جبل النوبة حيث استهدف مقاتلو المعارضة طائرة مروحية روسية كانت تبحث عن الطيارين بعد إسقاط تركيا طائرتهما، وقتل على أثر ذلك أحدهما. وفي محافظة حلب، ذكر المرصد السوري أن مدينة إعزاز والمنطقة المحيطة بمعبر باب السلامة على الحدود التركية تعرضتا لغارات يعتقد أن مقاتلات روسية نفذتها. وقد أسفرت الغارات على المعبر الحدودي عن مقتل ثلاثة من سائقي الشاحنات التي كانت تحمل مساعدات إنسانية وبضائع، وفق المرصد. وتحدثت مصادر محلية عن تسبب القصف في إصابة مدنيين في المناطق المستهدفة، كما تسبب في دمار حي كامل في قرية عطيرة إحدى قرى منطقة جبل التركمان، لافتة إلى تخوف من أن يشمل القصف النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا. ويأتي التصعيد الروسي على المناطق المحاذية للحدود السورية الشمالية مع تركيا بعد إسقاط طائرات تركية مقاتلة روسية اخترقت حدودها مع سوريا، وهو ما أدى إلى تصعيد التوتر بين الجانبين. وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستنشر في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية منظومة صواريخ "أس 400" المضادة للطائرات الحربية. اشتباكات وعلى صعيد آخر، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن "سلاح الجو في الجيش العربي السوري يستهدف تجمعات الإرهابيين" في مناطق عدة في "ريف اللاذقية الشمالي ويقضي على العشرات منهم". وتستمر الاشتباكات بين قوات النظام بدعم من حزب الله اللبناني والفصائل الإسلامية والمقاتلة في جبل النوبة ومحاور أخرى في ريف اللاذقية الشمالي الذي يشهد منذ أيام معارك عنيفة بغطاء كثيف من الطائرات الحربية الروسية. وفي الأثناء، بدأت المعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي، خلال معاركها الأخيرة مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له، بالانتقال من موقع الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها إلى الهجوم واستعادة زمام المبادرة خلال اليومين الفائتين، محققة تقدما ملحوظا على أرض الميدان.