أدرجت الأممالمتحدة أربعة جهاديين بريطانيين على قائمة العقوبات بطلب من بريطانيا، بوصفهم يحاربون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" أو يعملون على تجنيد مقاتلين للانضمام إليه. وحدثت الأممالمتحدة قائمة العقوبات الخاصة بها، وأدرجت عليها أسماء أربعة جهاديين بريطانيين، هم عمر حسين من هاي ويكومب وناصر المثنى من كارديف وأقصى محمود من غلاسكو وسالي جونز من مدينة تشاثام بكنت. وسيواجه البريطانيون الأربعة عقوبات تشمل المنع من السفر وتجميد أصولهم المالية. ويعد هذا التحرك بمثابة تكتيكا جديدا لوقف تدفق المقاتلين إلى تنظيم الدولة. وتقدر الشرطة البريطانية أن حوالي 700 بريطاني على الأقل ذهبوا إلى سوريا والعراق لدعم التنظيم أو للقتال في صفوفه، وأن نصفهم عادوا إلى بريطانيا مرة أخرى. وتعد هذه المرة الأولى، منذ عام 2006، التي تقدم فيها بريطانيا أسماء مواطنيها لبرنامج عقوبات الأممالمتحدة، والذي أعد لمعالجة ما يشتبه في أنه إرهاب تنظيم القاعدة وامتد ليشمل تنظيم الدولة. وقال مسؤول حكومي إن تلك الخطوة كانت تهدف لإرسال رسالة ردع. وهناك شخص، تم تقديم اسمه إلى لجنة العقوبات، مازال يخضع للتدقيق قبل إدارجه. ومن المتوقع تقديم المزيد من الأسماء إلى اللجنة. وقدمت الحكومة ملفات بأدلة تكشف مشاركة البريطانيين في التمويل أو التخطيط أو التسهيل أو التجهيز أو ارتكاب أعمال أو أنشطة مرتبطة بتنظيم الدولة. وتضمنت الأنشطة تحميل تعليمات لصنع القنابل على وسائل الإعلام الاجتماعي. وقال المسؤول الحكومي "سوف نذهب بالتأكيد إلى أبعد من الناس الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة ويهددون بلادنا". وتناولت وسائل الإعلام البريطانية على نطاق واسع أسماء الأربعة الذين كشفت عنهم الحكومة بسبب أنشطتهم مع المزعومة مع تنظيم الدولة. وتتهم أقصى محمود، 21 عاما، بتجنيد ثلاث طالبات بريطانيات للانضمام إلى تنظيم الدولة، وهو ما نفاه والداها. بينما يتهم ناصر مثنى، 21 عاما، بالظهور في مقاطع فيديو به عملية قطع رؤوس، رغم أن والديه قالا إنه لم يكن هو من ظهر. أما سالي آن جونز (46 عاما)، التي عملت سابقا بمجال موسيقي الروك ويطلق عليها "جهادية البانك"، فهي متهمة بتجنيد مقاتلين للتنظيم. وظهر عمر حسين (28 عاما)، وهو حارس متجر سابق، في مقطع فيديو دعائي للتنظيم. وسافرت أقصى محمود إلى سوريا في عام 2013 ويعتقد أنها تزوجت من أحد المقاتلين، وهي متهمة بالتجنيد لصالح التنظيم كما انها عضوة بارزة في لواء الخنساء، للنساء المقاتلات، الذي أُنشئ في مدينة الرقة السورية لتنفيذ الشريعة الإسلامية وفقا لتفسير التنظيم. وسافر ناصر مثنى وعمر حسين إلى سوريا في 2013 و2014 على التوالي، وجرى تصنيفهما على أنهما مقاتلان. أما سالي آن جونز، التي كانت متزوجة من جنيد حسين، أحد الجهاديين البريطانيين الذين قتلوا في غارة طائرة بدون طيار في سوريا، فسافرت إلى سوريا مع زوجها في عام 2013 وضمتها اللائحة كأحد القائمين على تجنيد المقاتلين. وتتضمن قائمة الأممالمتحدة أسماء 72 منظمة و231 فردا، من بينهم البريطانيين أبو حمزة المصري، يقضي حاليا حكما بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بدعم الإرهاب، والسوري المولد محمد غبرة (35 عاما) من شرق لندن، الذي كان على صلة بتنظيم القاعدة. معركة قلوب وعقول ويأتي الإعلان عن العقوبات في الوقت الذي يشارك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قادة العالم في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتنفق الحكومة 10 ملايين جنيه استرليني إضافية على وحدة جديدة لمواجهة دعاية التنظيم، كما يجري إعداد لجنة جديدة من كبار الوزراء للتركيز على التهديد الذي يمثله. وقال مسؤول بريطاني إن رئيس الوزراء يعتقد أنه "بإمكاننا بل ويجب بذل المزيد من الجهد لكسب معركة القلوب والعقول". وستتخذ الوحدة الجديدة من لندن مقرا لها، لكن ستكون على صلة بجميع أنحاء العالم العربي في محاولة للتصدي لرسالة التطرف. في وقت سابق من هذا الشهر، تبين أن اثنين من المقاتلين البريطانيين قتلا في غارة طائرة بدون طيار لسلاح الجو الملكي البريطاني في سوريا.