بالتزامن مع انطلاق جلسة الحوار التي دعا لها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بمشاركة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ورؤساء الكتل النيابية، زار وفد من حزب الله، برئاسة المجلس السياسي للحزب ابراهيم أمين، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. الحوار الذي انطلق في مجلس النواب في إطار جدول أعمال حدده برّي مسبقا يتضمن في بنده الأول بحث أزمة الشغور في موقع رئيس الجمهورية ودفع المجتمعين للاتفاق على وضع آلية جدية توصل إلى انتخاب رئيس جديد، رد عليها حزب الله في محاولة لفرض رؤيته على طاولة الحوار من خلال التأكيد على تمسكه بالجنرال ميشال عون، زعيم "التيار الوطني الحر" ورئيس "كتلة التغيير والإصلاح" كمرشح لمنصب رئاسة الجمهورية. رئيس المجلس السياسي لحزب الله أكد بعد لقائه البطريرك الراعي أن رؤية حزبه تتلخص بأن "يكون الرئيس المقبل يحمل الكفاءة والجدارة، ويكون لديه تاريخ، وأن يكون لاعبا أساسيا للإسهام في إيجاد الحلول سواء للمشاكل الداخلية أو التحديات في المنطقة"، معتبرا أن "الشخصية المؤهلة للعب هذا الدور هو العماد ميشال عون". وأعرب عن أمله بأن "تساهم الحوارات في تشكيل إرادة وطنية جامعة، والمبادرات إلى حل المشاكل أكانت سياسية أم حياتية". وكان عون قد استبق الجلسة الحوار بالتأكيد على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية على قاعدة النسبية وأن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة، مما يُمهِّد لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو الموقف الذي أعاد التأكيد عليه حليفه الشيعي، حزب الله، على لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم. عون لم يستبعد إمكانية إجراء انتخابات رئاسية قبل البرلمانية، لكنه أعاد التمسك بالشروط التي سبق أن وضعها على أي مرشح للرئاسة لجهة التمثيل المسيحي. في المقابل، أكدت "كتلة تيار المستقبل" أن مشاركتها في الحوار تأتي تحت سقف مطلب واحد وأساسي، هو انتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الذي يؤسس للانطلاق نحو الخطوات التالية في تشكيل حكومة جديدة ووضع قانون انتخابي جديد يكون أساسا لإجراء انتخابات برلمانية تعيد انتاج الطبقة والحياة السياسية في لبنان. "حزب الكتائب" بدوره أكد أن مشاركته في جلسة الحوار اليوم الأربعاء تأتي في إطار المساعي التي يبذلها للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل "صحي" لحل الأزمات التي يعاني منها لبنان، من سياسية واجتماعية وخدماتية. في هذه الأثناء، الموقف الذي أعلنه "حزب الله" قبيل جلسة الحوار بساعات قليلة وتأكيد تمسكه بالجنرال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية، يصب في إطار إفراغ كل الدعم والتأييد الدولي الذي حصلت عليه دعوة الحوار ومساعي انتخاب رئيس للجمهورية، خاصة وأنه تزامن مع موقف أميركي داعم للحكومة برئاسة تمام سلام والجهود التي تبذلها للحفاظ على استقرار لبنان وأمنه واستقلاله. ففي بيان وزعته السفارة الأميركية في بيروت، أعلنت فيه أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل برئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم وناقش معه "ضرورة انعقاد مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن وفقا للدستور اللبناني والميثاق الوطني". كيري ناقش أيضا مع سلام "خطة العمل خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان خلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أواخر شهر أيلول/سبتمبر". وبحسب البيان فقد "أكد كيري دعم الولاياتالمتحدة القوي والمستمر لجهود سلام من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها البلاد، إضافة إلى التزام واشنطن الدائم باستقرار لبنان وأمنه واستقلاله". هذا ومن المتوقع أن لا تصل الجلسة الأولى للحوار إلى نتائج ملموسة على صعيد جدول الأعمال المحدد، وبالتالي فإن التكهنات تذهب الى إمكانية أن يدعو رئيس البرلمان إلى جلسة أخرى قد تُحدد في الأيام المقبلة.