- ملابس بالية..متعلقات شخصية متهالكة.. أحذية وستائر ملوثة بالفطريات أو الميكروبات، مواد غذائية منتهية الصلاحية..كل ذلك متوفر بالأكوام في أحد أسواق مدينة جدة. لا تستغرب إن زرت هذا السوق ووجدت ملابس لأحد أقاربك المتوفين التي سبق وتصدقت بها معروضة للبيع. ورغم خطر استخدام هذه الملابس التي قد تكون ملوثة بأمراض جلدية أو فطريات، إلا أنها تجد إقبالا كبيرا، ويتهافت على شرائها مجموعة من المقيمين خاصة من أفريقيا..غير مبالين بالمخاطر الصحية. أحد العاملين في السوق الشعبي بجدة، سامر السلمي، يؤكد أن معظم هذه الملابس هي صدقات كانت لمتوفين ومرضى، وزعها ذووهم، إلا أن ضعاف النفوس أعادوا بيعها بمبالغ زهيدة، يشاهدونهم بشكل دوري نهاية كل أسبوع. وبحسب صحيفة مكة يتفق معه سليمان الجابري العامل في أحد المحلات المجاورة للسوق، موضحا أن معظم البائعين هم من الجنسية الأفريقية، ويحضرون تلك الملابس من خلال الصدقات ومعظمها ملابس متوفين في حوادث مرورية، أو مرضى تبرعت بها عائلاتهم، ليبيعها هؤلاء. ويقول مشرف الأمن في السوق الشعبي بجدة، سامر السلمي، إن البائعين ينشطون في أيام الخميس والجمعة والسبت نهاية كل أسبوع، ويحضرون عشرات الملابس والقطع ويعرضونها للبيع في السوق، ولا يستجيبون لأي من مطالبنا بالابتعاد عن الموقع، وشكلنا لجانا مع الأمانة وتم مصادرة الكثير من تلك الملابس، إلا أنهم يعودون بشكل دوري، والمشكلة تكمن في حصولهم على تلك القطع. فيما يوضح أحد مرتادي السوق من المقيمين العرب، عبدالمجيد طنطاوي، أن الحاجة هي ما أجبرته على الشراء من السوق، الذي يمتاز بالأسعار الزهيدة، وبعض القطع غير مستخدمة بشكل كبير، وأنه يشتري عشرات القطع لإرسالها إلى ذويه في موطنه، غير مكترث بمصدر هذه الملابس، ويعيد غسلها بمنظفات خاصة ويرسلها كهدايا. ويؤكد أحمد عمر أن القطع التي يشتريها يستخدمها للعمل فقط بعد غسلها مرات عديدة في المنزل، والقيمة الرخيصة لهذه الملابس هي ما أغرته لشرائها. وتقول إحدى مرتادات السوق، أم أحمد إنها تشتري قطعا كثيرة من المعروضات سواء ستائر أو خلافها، وترسلها لأهلها في إحدى الدول الأفريقية، ويعيدون غسلها والاستفادة منها. بدورها أوضحت أمانة جدة على لسان المتحدث الرسمي محمد البقمي أنها تنفذ جولات تفتيشية أسبوعية على المواقع، وتتلف مئات القطع من الملابس المستعملة، والمواد الغذائية غير الصالحة للاستخدام الآدمي، من خلال مداهمتها لحراج الصواريخ وغيره من المواقع بشكل دوري، وذلك في إطار حرص أمانة محافظة جدة للقضاء على جميع الظواهر السلبية التي تشوه وجه العروس. وأضاف البقمي: الأمانة تشدد الرقابة على أماكن تواجد الباعة المتجولين الذين يشوهون شكل المدينة، ويتسببون في مضايقات للمارة، مؤكدا تواصل الحملات على سوق الصواريخ حتى تنتهي ظاهرة بيع الملابس المستعلمة التي تهدد بتفشي الأمراض الجلدية. وأردف: صادرت الأمانة خلال حملة بنهاية الأسبوع الماضي، بمشاركة إدارة الجوازات، والرقابة التجارية، وشركة النظافة، العديد من الملابس المستعلمة، والمواد الغذائية الفاسدة، والكريمات والشامبوهات المقلدة، التي يبيعها هؤلاء، مفترشين الشوارع والأرصفة في حراج الصواريخ، وجرى خلالها مصادرة وإتلاف حمولات فاقت أوزانها عدة أطنان. إلى ذلك حذر أخصائي الجلدية في مستشفى حراء العام، الدكتور خالد عفيف، من خطر هذه الملابس وقال: معظم من يبيع تلك الملابس لا يغسلها بشكل جيد للحفاظ على رونقها وألوانها، الأمر الذي يتسبب في نقلها للأمراض الجلدية الفطرية خصوصا، وأمراض الجدري، والالتهابات البكتيرية، والتهابات بصيلات الشعر، والالتهابات الصديدية، إضافة لأمراض تنتشر بالعدوى من خلال التلامس.