تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاربعاء عددا من القضايا العربية من بينها تنامي الدور الفرنسي كحليف لدول الخليج وزيادة استخدام القوات الحكومية السورية للبراميل المتفجرة ومقابلة أجراها روبرت فيسك مع القيادي الاخواني في المنفى عمرو دراج. البداية من صحيفة التايمز ومقال لهيو طوملينسون من دبي بعنوان "فرنسا تحل محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج". ويقول طوملينسون إن فرنسا تحل سريعا محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج بعد زيارة هامة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمنطقة. ويقول طوملينسون إن هولاند أصبح أول زعيم أوروبي يشارك في قمة عربية في السعودية، بعد ساعات من الحصول على عقد دفاعي لبيع مقاتلات لقطر، وهو اتفاق سيقرع ناقوس الخطر في أروقة الحكومة البريطانية. ويضيف أن هولاند، بعيد توقيعه الاتفاق الدفاعي الذي تصل قيمته إلى 4.5 مليار جنيه استرليني في الدوحة، انضم لقادة دول مجلس التعاون الخليجي عند نقاشهم الأزمة في اليمن وسوريا والاتفاق النووي بين إيران والغرب. ويقول طوملينسون إن السياسة المتشددة التي اتبعتها فرنسا في المحادثات مع إيران دعا الكثير من الدول الخليجية للنظر إليها كبديل لبريطانيا كأقرب حليف غربي لهم وكأكثر شريك أمني يمكن الاعتماد عليه بعد الولاياتالمتحدة. واصبحت فرنسا تحصل على اتفاقات تجارية وامنية كانت في السابق ستكون من نصيب بريطانيا، حسبما تقول الصحيفة. ويضيف طوملينسون إنه على الرغم من الصلات بين دول الخليج وبريطانيا، فإن الاستراتيجية في الشرق الأوسط ينظر إليها على أنها غير شجاعة ومتخبطة وتابعة للولايات المتحدة. وعلى النقيض من ذلك، فإن فرنسا تبنت موقفا مستقلا، تدعمها جهود دبلوماسية حثيثة تلقى استحسانا لدى زعماء منطقة الخليج غير الواثقين بالتزام الولاياتالمتحدة على الأمد الطويل بالمنطقة. ويقول طوملينسون إن ثقة الخليج في الولاياتالمتحدة تقوضت عندما رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن هجمات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عام 2013. وقد تأثرت ثقة الخليج في بريطانيا جراء الأمر ذاته، حيث صوت البرلمان البريطاني ضد اتخاذ اجراء عسكري ضد الأسد، بينمالا خرجت فرنسا من الجدل الدبلوماسي بشأن القضية دون أن تتأثر. ننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف ومقال لروث شيرلوك بعنوان "سوريا التي اكتسبت جرأة تزيد من الهجمات بالبراميل المتفجرة على المدنيين". وتقول الصحيفة إن تقريرا جديدا لمنظمة العفو الدولية أشار إلى أن إخفاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في معاقبة جرائم سوريا "شجع" دمشق على إسقاط البراميل المتفجرة وغيرها من المتفجرات على المدنيين السوريين. ووفقا لتقرير منظمة العفو الدولية فإن القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد انتهكت بصورة واضحة القانون الدولي، واسقطت براميل مليئة بمادة التي ان تي المتفجرة من الطائرات فيما وصفته بأنه استهداف ممنهج للمدنيين. وتقول الصحيفة إن الهجمات، التي ضربت مدارس ومساجد ومستشفيات وأسواقا ومنازل، خاصة في حلب، زادت منذ قرار مجلس الأمن الذي كان من المفروض أن يضع حدا لها. ونقلت الصحيفة عن فيليب روث مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال افريقيا قوله إنه "منذ أكثر من عام مررت الأممالمتحدة قرارا لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة هجمات البراميل المتفجرة، متعهدة بوجود تبعات إذا لم تلتزم الحكومة السورية". وأضاف أن "عدم اتخاذ أي اجراء فسره مرتكبو جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أنه مؤشر لأن بإمكانهم استمرار الهجمات على سكان حلب المدنيين دون خوف من العقاب". "معركة مستقبل مصر" وفي صحيفة الاندبندنت نطالع مقابلة أجراها روبرت فيسك مع عمرو دراج، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والوزير السابق في حكومة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، من منفاه في اسطنبول. وقال دراج لفيسك عبارة اتخذها فيسك عنوانا لمقاله "إنها معركة مصر الشابة لمستقبل بلادنا". ويقول فيسك إن عبارة دراج تنم عن التفاؤل والتشاؤم في آن واحد، وقد تنم عن السخرية، خاصة إنها جاءت بعد الحكم على مرسي، رئيس دراج السابق وصديقه، بالسجن 20 عاما. ويقول دراج إن الحكم بالسجن على مرسي بالسجن 20 عاما جاء كخدعة في محاولة لمعرفة رد فعل المجتمع الدولي في محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "صورية" قبل الحكم على مرسي في قضايا أكثر خطورة قد يصل الحكم فيها إلى الإعدام. ويقول فيسك إن دراج، استاذ الهندسة بجامعة القاهرة والذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة، التقاه في مقهى في اسطنبول، وبدا انيقا حليق اللحية ويجيد الحديث بالانجليزية. وقال دراج(54 عاما) لفيسك "توقعت الحكم على مرسي. هناك ثالثة اتهامات أخرى ضده. حكموا عليه ب20 عاما كاختبار للمجتمع الدولي، لأنه وفقا للدستور المصري ما كان يجب توجيه الاتهام إليه من الأساس". وأضاف "أرادوا خرق هذا الأمر المحظور ويرسوا مبدأ أنه يمكن محاكمته، وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي أي إجراء، سيحكم عليه بأحكام اشد".