قرّر مجلس الشورى، تأجيل جلساته التي كان مقرراً عقدها اليوم وغداً، فيما تشير التوقعات إلى أن تأجيل الجلسات يأتي نظراً لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -. يُشار إلى أن جلستَيْ اليوم وغداً اللتين تقرر تأجيلهما تحملان الرقمين 59، 60 من جلسات المجلس، وكانت كل جلسة من المقرر أن تناقش ضمن جدول أعمالها 6 بنود. من جهة ثانية، رفع مجلس الشورى أحرَّ التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. كما رفع تعازيه ومواساته إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى الأسرة المالكة الكريمة، وإلى أبناء الفقيد، وإلى الشعب السعودي. وقال المجلس في بيانٍ له اليوم "إن مجلس الشورى وهو يشاطر كلاً من الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي المخلص والأمتين العربية والإسلامية في هذا الخطب الجلل؛ ليعتبر وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز خسارة جسيمة للوطن والعرب والمسلمين، فقد كان - رحمه الله - مثالاً حياً لرجل الدولة ورجل العصر والخير والعطاء". واستذكر المجلس في بيان صدر اليوم، الأعمال الجليلة التي سيخلدها التاريخ بمداد من ذهبٍ لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله – في مختلف المجالات الإدارية والعسكرية والاقتصادية، إلى جانب الأعمال الإنسانية، فقد أسهم – رحمه الله – بما يملكه من رؤيةٍ ثاقبةٍ وحنكةٍ سياسيةٍ وبٌعد نظرٍ في التطوير الإداري بالمملكة من خلال رئاسته اللجنة العليا للإصلاح الإداري، ورئاسته مجالس عديد من الأجهزة الحكومية، حيث تم استحداث وزارات وهيئات ومؤسسات حكومية جديدة وفقاً لاحتياجات التنمية بالمملكة. وعلى الصعيد العسكري يرجع الفضل فيما وصلت إليه قواتنا المسلحة بمختلف فروعها من تطورٍ ورقي في الأداء والتجهيزات، إلى جهود سموه ودعمه لهذا المرفق الحيوي المهم في الدفاع عن حياض الوطن، فعمل على تطوير آلياته وتجهيزه بأحدث الأسلحة، مع العناية بتدريب وتأهيل منسوبي القطاعات العسكرية بإنشاء الكليات العسكرية وفق أحدث النظم التعليمية في المجال العسكري. ونوّه المجلس بالأعمال الإنسانية والخيرية لسموه، وقال "إن الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - ترك بصمةً في المجال الإنساني سيخلدها التاريخ بمدادٍ من الذهب، فأعماله الإنسانية الجليلة لا تُعد ولا تُحصى، فقد امتدت أيادي سلطان الخير إلى اليتامى والأرامل والفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، ليس في داخل المملكة فحسب، بل في كل أقطار العالمين العربي والإسلامي، فمؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ومدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، مثالٌ حيٌّ على العمل الخيري المؤسسي الذي جسّده الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله – على أرض الواقع" . ويقدر مجلس الشورى الدعم والاهتمام الذي لقيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والجهود التي بذلها – رحمه الله – في تطوير المجلس في عهده الحديث. وأعرب المجلس عن تقديره للمشاركة الصادقة للدول العربية والإسلامية والصديقة في مصاب الشعب السعودي، مما يؤكد المكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية وقياداتها وما تتمتع به من علاقاتٍ متميزة مع الجميع. وسأل الله - جلت قدرته - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه أجر ما عمل لدينه ووطنه وأمته خير الجزاء، ويجعل ذلك في موازين حسناته.