- انتقد الكاتب "داود الشريان" ما أسماها "الجريمة البشعة" التي يقوم بها تنظيم "داعش" الإرهابي، من تدمير المتاحف والآثار بطريقة همجية، مشوهًا صورة الإسلام في نظر الآخرين، ضاربًا المثل بما حدث منذ أيام في متحف "باردو" بتونس. وشدد "الشريان" أنه -رغم تبرير بعض الفقهاء تحطيم التماثيل، لحرصهم على حماية التوحيد، وعدم المسّ بالعقيدة، فإن- الفتوحات الإسلامية -بعد ذلك- لم تتعرّض للآثار، وأشهرها آثار مصر وأفغانستان والهند، وفقًا لما ذكره بمقاله في "الحياة"، الأحد (22 مارس 2015). واستعان "الشريان" بما أكد عليه الدكتور "محمد عمارة"، بأن للقرآن الكريم مواقف متعددة إزاء التماثيل، أو الآثار، ففي عصر النبي "سليمان"، جعل القرآن صُنْعَ التماثيل نعمة من نِعَم الله على سيدنا "سليمان"، مدللًا بآية سورة سبأ (الآية 13): "يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ". لكنه تحدث عن موقف آخر في التعامل مع التماثيل، عندما قام سيدنا "إبراهيم" الخليل -عليه السلام- بتحطيمها، حين كانت تُعبد من دون الله، وتكرَّر ذلك عندما كانت الوثنيّة العربية الجاهلية، تتّخذ الأصنام والتماثيل معبودات، بما يلخص أن التعامل يكون "بحسب المقاصد إزاء هذه التماثيل"، وسبق الشيخ "محمد عبده" في هذا الرأي د. "عمارة". كما تطرق إلى أن أُم المؤمنين السيدة "عائشة"، تروي في الحديث أنها اشترت "نمطًا" أي (نسيجًا من صوف)، أو بساطًا عليه صورة، والصورة في العهد النبوي تعني صورة الصنم المعبود، وهي اشترت قماشًا عليه صُوَر، علّقته على نافذة في منزل النبي، لكنه -عليه السلام- كَرِهَ الذي صنعته "عائشة"، فقال لها الرسول: "أميطي عنا قِرَامَك هذا، فإن تصاويره لا تزال تُعرض لي في صلاتي". ويعني ذلك أن الصُّوَر كانت تشغل النبي وهو يصلي، فقامت أُم المؤمنين بتقطيع الستارة التي تحمل صور الأوْثان، وجعلت منها وسائد يتكئ عليها رسولنا، وهنا رأى بعض الفقهاء أن فعل رسولنا الكريم، بأنه استخدمها للامتهان، ولو كان الرسول الكريم يريد امتهانها، بهدف التحريم، لوجد للامتهان طريقة أبلغ من الاتكاء عليها. وأشار كذلك إلى أن فقهاءً وتابعين، أحلّوا اقتناء التماثيل التي تُستخدم للزينة، وبعضهم صنع التماثيل ومارس النحت والتشكيل، خصوصًا أن السيدة "عائشة" تروي في الحديث فتقول: "دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا وأنا ألعب بالبنات أي تماثيل البنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل "سليمان"، فضحك" بحسب صحيفة عاجل.