- وجه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس (الثلاثاء) تزامناً مع لقائه الرئيس الأمريكي في واشنطن، أكد خلاله أن المشكلة ليست في الإسلام كما يدعي الغرب ولكنها في يأس الشعوب العربية ودعم الدكتاتوريات بها وعدم تقديم الطغاة للمحاسبة. وقال أمير قطر في مقاله إن رسالته إلى أوباما ستكون واضحة بضرورة دفع الشرق الأوسط بعيدًا عن حافة الانهيار، محذراً من أنه على رغم الأوضاع الصعبة بالمنطقة العربية والمستمرة في سوريا والعراق والتي تطل في ليبيا واليمن فضلا عن الصراع العربي الإسرائيلي فإنه يتوقع أن تمضي الأمور إلى مزيد من التدهور حال عجزت الدول المحبة للسلام عن كبح جماح قوى عدم الاستقرار والعنف. وتابع: "أعلم أن الكثيرين في الغرب ينظرون إلى التهديد الإرهابي ويقولون إن المشكلة هي الإسلام، يمكنني القول إن المشكلة ليست في الإسلام، وإنما في اليأس الذي ينتشر في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وفي بلدات وقرى أخرى أنهكتها الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة". وطالب الشيخ تميم بمعالجة هذا اليأس الذي لا يعرف الدين أو الدولة إذا كانت هناك إرادة جادة لوقف موجة الإرهاب، وذلك بمعالجة الأسباب الجذرية له وتحلي القادة السياسيين بالشجاعة الكافية للتفاوض حول حلول تعددية وشاملة للنزاعات الإقليمية، وتقديم الطغاة للمحاسبة والتوقف عن دعم الديكتاتوريات الملطخة بالدماء وتحاشي تعميق الانقسامات الطائفية. واختتم أمير قطر مقاله بالقول: "في الوقت الذي كانت فيه أحلام الشباب في العالم العربي نحو الحرية والعدالة والأمن الاقتصادي يجرى وأدها على مدار السنوات الثلاثة الماضية، فإن المجتمع الدولي كان يقف موقف المتفرج، ورغم حالات التشاؤم التي ولدتها قوى العنف والقمع، فإن الشباب العربي لا يزال صامدًا ويتوق إلى مستقبل أفضل يكون فيه الشرق الأوسط مكانًا تُحترم فيه الكرامة الإنسانية وتُطبق فيه عدالة صحيحة". وأردف: "غير أن تلك الآمال لن يمكننا حملها إذا لم نسعَ وبحتمية نحو استعادة ثقتهم ودعمهم، ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق تجديد التزاماتنا بما يتواءم مع القيم التي ساروا عليها في الربيع العربي".