خلص تقرير أعدته لجنة مجلس الأمن بشأن القاعدة والجماعات الإرهابية والكيانات المتربطة بها إلى صلة وثيقة من حيث المنشأ والإيديولوجية بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وإلى أن التوترات بينهما ليست سوى خلافات بشأن مسائل تتعلق بالزعامة وبالأهداف الاستراتيجية. ودعا التقرير، الذي عرض على أعضاء مجلس الأمن، إلى تضييق الخناق على التنظيمين ومكافحة التهديد الذي يشكلانه ليس على مناطق نفوذهما فقط، بل على الإقليم برمته ودول أوروبا والولايات المتحدة. ووفقا لمصادر معلومات التقرير فإن السيطرة على آبار النفط تعد المصدر الأقوى لتمويل تنظيم داعش، ثم جبهة النصرة بدرجة أقل، ما حدا باللجنة التي عدت التقرير إلى الحث على تجفيف مصادر تمويله عبر تشديد العقوبات على مشتري النفط من تلك الجماعتين المصنفتين في قائمة الجزاءات الخاصة بالأمم المتحدة، نظرا لعلاقتهما بالقاعدة. ولم يخف التقرير مصادر تمويل أخرى لتنظيم الدولة وجبهة النصرة مثل خطف الرهائن والابتزاز والسرقات التي يقوم بها التنظيمان في أماكن نفوذهما. فجبهة النصرة في سوريا أعلنت الولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، فيما انشق تنظيم الدولة، الذي شكل في البداية فرع القاعدة في العراق، عن التنظيم العالمي، وأعلن "دولة إسلامية" (رفضها أغلب المسلمين في المنطقة) في العراقوسوريا ليتزعمها العراقي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي، المدعو أبو بكر البغدادي. وأشار التقرير إلى اختلاف في بنية التنظيمين، حيث يسيطر المسلحون الأجانب على تنظيم الدولة الذي يبلغ عدد مقاتليه أكثر من 20 ألفا، بينما يغلب السوريون على جبهة النصرة مع وجود واضح لمقاتلين من القوقاز فيها. ويحظى تنظيم الدولة (وبدرجة أقل جبهة النصرة) بتسليح قوي، يكفي حسب التقرير 3 فرق عسكرية، ما يجعل هذه التنظيمات أقرب إلى قوة عسكرية منها إلى مجرد ميليشيات مسلحة. وتضخمت أسلحة داعش بشكل كبير بعد انحساب نحو 30 بالمائة من القوات الحكومية العراقية في محافظة نينوى، وسيطرته على الموصل وعلى دبابات وعربات عسكرية وأسلحة أميركية متطورة قد تشمل مضادات طائرات، الأمر الذي مكن التنظيم من كسب مزيد من السلاح بمعاركه في محافظات صلاح الدين والأنبار وكركوك. أما جبهة النصرة، ذات التسليح الأقل نسبيا، فتحصل على أسلحتها من معاركها مع القوات الحكومية السورية، وعلى إمدادات تصلها من تركيا، وفي بعض الأحيان من داعش. ولدى النصرة دبابات T72 وT62 استولت عليها من القوات السورية ومضادات طائرات وكمية كبيرة من الذخائر استولت عليها في ريف حلب وريف دمشق. وركز التقرير على أن الأسلحة التي يملكها داعش تمكنه من الاستمرار في معاركه من 6 أشهر إلى عامين، في حين رأى أن جبهة النصرة قد تعاني من استدامة السلاح في حال قطعت عنها طرق الإمداد، خاصة الخارجية.