قال رئيس الوزراء الليبي الأسبق "مصطفى بن حليم" عن اعتقاده بأن العقيد معمر القذافي لن يعترف بهزيمته بسهولة أمام الثوار، الذين أعلنوا سيطرتهم على مناطق واسعة من طرابلس، وسط أنباء متضاربة عن اعتقال عدد من أبناء القذافي في العاصمة الليبية. وقال "ابن حليم" في تصريحات لشبكة (CNN) الأمريكية الثلاثاء: "إنه - القذافي - لن يعترف بالهزيمة"، وأضاف: "أعتقد أنه ربما يتوجه إلى دولة ما خارج ليبيا، ليدعي بأنه سيواصل نضاله، ولكنني أشك في أن ذلك الشخص سيجد مبررًا لذلك، بعدما أصبح جليًّا الآن أن هذا "السيرك" قد انتهى". وفيما لا يزال مكان الزعيم الليبي مجهولاً بعد نحو يومين على دخول الثوار إلى طرابلس، اتهم رئيس الوزراء الأسبق العقيد الليبي بأنه قام بتجريد ليبيا من معظم ثرواتها. وتابع قائلاً: "هناك طريق وحيد يسعى القذافي إلى أن يسلكه، ليجعل ليبيا خاضعةً له"، وأضاف أنه "لم يقم فقط باغتصاب كل شيء، بينما لم تكن هناك أية رقابة عليه، ولم يخضع لأية مسئوليات، لا شيء من ذلك، كان فقط يفعل كل ما يريد". وشغل "مصطفى بن حليم" منصب رئيس الوزراء الليبي في عهد الملك "إدريس السنوسي"، لمدة ثلاث سنوات، خلال الفترة بين عامي 1954 و1957، قبل نحو 12 عامًا من ثورة "الفاتح" من سبتمبر عام 1969، بقيادة القذافي. كما عمل مستشارًا خاصًّا للملك السنوسي، قبل أن يعين كأول سفير لليبيا بفرنسا، وبعد استقالته ابتعد عن العمل بالسياسة، وعندما تولى القذافي السلطة، كان "ابن حليم" في الخارج، ولم يتمكن من العودة إلى ليبيا، ثم انتقل بأسرته للإقامة في بيروت، ومنها إلى لندن في سبعينيات القرن الماضي. وأعرب السياسي الليبي السابق البالغ من العمر 90 عامًا عن أمله في أن تحظى بلاده بمستقبل أكثر إشراقًا، بعدما بدا أن القذافي يفقد سيطرته على البلاد، وبدأ نظامه في التهاوي، بعدما ظل في السلطة لأكثر من أربعة عقود. ويكتنف الغموض مكان اختفاء العقيد الليبي الذي يسعى الثوار لاعتقاله في أعقاب دخولهم العاصمة طرابلس، معقله الأهم الذي ظل يحافظ عليه باستماتة لعدة شهور. وأكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أنهم يجهلون مكان وجوده، معتبرًا أن لحظة النصر الحقيقية هي القبض على العقيد الليبي. وكالات