تقدم الثوار الليبيون أمس على جبهة سرت أحد آخر معاقل الموالين للقذافي. ووقعت مناوشات بين قوات الطرفين قرب بني وليد، بينما اعتبر رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل العقيد معمر القذافي أنه أصبح من الماضي، رافضا توجيه أية رسالة اليه. وسيطر الثوار أمس على الوادي الأحمر مقتربين بذلك من سرت. وتقدموا مسافة تراوح ما بين خمسة وستة كيلومترات من بلدة بوسعدة التي كانوا سيطروا عليها أمس الأول. بينما وقعت مواجهات بين قوات الثوار والموالين للقذافي قرب بني وليد وأدت إلى مقتل أحد الثوار. وقال عبدالله بو عصارة أحد قادة الثوار إن «مسلحا مواليا للقذافي قتل خلال مناوشات مع الثوار جرت في منطقة رقبة دينار على بعد حوالى 17 كلم من بني وليد، بعدما هاجم مع سبعة آخرين نقطة استطلاع للثوار الذين أصيب واحد منهم». وقال جبريل في أول مؤتمر صحافي يعقده في طرابلس إنه ليس من الحكمة الإعلان عن مكان وجود القذافي إذا علم الثوار به. وحذر الليبيين من الاعتقاد بأن النظام السابق سقط نهائيا وأن ليبيا قد تحررت بالكامل. وقال إن المعركة لم تنته بعد، وبعض مدن الجنوب ما زالت تحت سيطرة النظام، «الحسم لم ينته في مدينتي بني وليد وسرت». ونبه إلى ثلاثة تحديات تتمثل في الانتصار على الذات، القدرة على التسامح والنظر للمستقبل، وتحرير بقية ليبيا. وحذر من الشروع في محاولات بدء اللعبة السياسية. ودعا الليبيين إلى جمع الصف والسير على كلمة واحدة من خلال ميثاق شرف قائلا: يجب ألا نهاجم بعضنا بعضا أو نقصى بعضنا، فللجميع الحق في المشاركة دون إقصاء. ولوح بالاستقالة إذا اندلع اقتتال داخلي في الحركة التي أطاحت بنظام القذافي. ومن جانبه، تعهد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بأن يحظى القذافي بمحاكمة عادلة إذا اعتقل حيا. وقال عبد الجليل في حديث لوكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) «نريد أن يصدر حكم بحقه وبحق فريقه في ليبيا، لهذا نأمل ان يتم القبض عليه حيا، وسنعامله بطريقة عادلة خلافا للطريقة التي يعامل بها أعداءه». يأتي ذلك في وقت طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو من الشرطة الدولية (الإنتربول) إصدار إخطار أحمر لاعتقال القذافي، ونجله سيف الإسلام القذافي، ورئيس جهاز مخابرات نظامه عبد الله السنوسي، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. ودعت منظمة العفو الدولية أمس الدول المجاورة لليبيا إلى اعتقال القذافي وغيره من المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وعدم تأمين الغطاء لهم من الملاحقة القضائية. من جهة أخرى، أفادت مصادر متطابقة أنه تم منع اللواء الليبي الخويلدي الحميدي المقرب من القذافي من مغادرة تونس، ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة الثلاثاء المقبل بتهمة دخول الأراضي التونسية بطريقة غير شرعية. وقال مصدر في وزارة الداخلية التونسية إن الحميدي اعتقل في مطار قرطاج الدولي لأنه لم يكن لديه ختم دخول إلى الأراضي التونسية.