اعتقلت السلطات الأردنية اليوم الاثنين منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي الملقب بأبو محمد المقدسي بعد أشهر قليلة من قرار الإفراج عنه. وقال أفراد من عائلة المقدسي للجزيرة نت إن المدعي العام لمحكمة أمن الدولة العسكرية وجه إلى المقدسي تهمة الترويج لتنظيمات إرهابية، وقرر توقيفه في سجن الموقر من أجل التحقيق. وأكدت العائلة أن المقدسي تعرض لمضايقات من قبل جهاز المخابرات العامة خلال الأيام الماضية بسبب رسائل أصدرها مؤخراً وانتقد فيها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أحد قيادات التيار الجهادي في الأردن للجزيرة نت إن المقدسي أخضع من قبل المدعي العام لمحكمة أمن الدولة لتحقيق سري طويل خلال الأيام الماضية وعلى فترات متقطعة. وقال قيادي آخر وهو منيف سمارة للجزيرة نت إن الشيخ كان يتوقع مثل هذا القرار، فقد تعرض لضغوط عدة عقب الإفراج عنه بسبب مواقفه، لا سيما من "التحالف الصليبي ضد تنظيم الدولة". والمفارقة أن المقدسي الذي اتخذ مواقف متشددة ضد تنظيم الدولة واتهمه في غير مناسبة بتشويه الإسلام، سارع عقب إعلان التحالف ضد التنظيم ذاته إلى مهاجمة الضربات العسكرية، ووصف الحرب على التنظيم بأنها حرب صليبية على الإسلام. كما هاجم الجيوش العربية المشاركة في الحملة. وكانت السلطات الأردنية قد اعتقلت خلال الشهرين الماضيين نحو 80 شخصا لعلاقاتهم بتنظيمات جهادية ناشطة في المنطقة. كما أن اعتقال المقدسي يأتي بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للأردن، الذي طالب عمان بضرورة ضبط الحدود لمنع تسلل من أسماهم "الجهاديين" إلى سوريا ومن ثم تسللهم إلى العراق. وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن المقدسي في يونيو/حزيران الماضي بعد اعتقال دام ثلاثة أعوام. يشار إلى أن المقدسي وجه في أكثر من مناسبة انتقادات شديدة اللهجة لتنظيم الدولة الإسلامية، وطالب المنتسبين له بالخروج منه بعد معارك خاضها التنظيم ضد جبهة النصرة وكتائب معارضة سورية. الجزيرة نت