قال سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أسرته توصلت إلى اتفاق مع من وصفهم بالإسلاميين الذين يقاتلون نظام والده ضمن صفوف الثوار، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يهدف إلى التخلص مما أسماها المعارضة العلمانية. وبينما سبق لسيف الإسلام ووالده أن صرّحا بأن الإسلاميين هم الذين يقودون المعارضة في ليبيا، أكد نجل القذافي أثناء مقابلة مع الصحيفة في طرابلس -وهو يرتدي الزي التقليدي ويحمل مسبحته بيده- أن من وصفهم بالمتمردين العلمانيين "سيفرون جميعهم أو سيقتلون". وأوضح أنه تباحث مع أحد القادة الإسلاميين في شرق البلاد علي الصلابي الذي بدوره أكد لنيويورك تايمز أنه أجرى محادثات مع سيف الإسلام بالفعل، دون أن يشير إلى ما إذا كان الإسلاميون قد تحالفوا بالفعل مع العقيد الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود. وأما سيف الإسلام فصرح في المقابلة أن الإسلاميين هم "القوى الحقيقية على الأرض"، مضيفا أنه يعلم أنهم "إرهابيون" ودمويون وليسوا أشخاصا جيدين، ولكنه يتوجب عليه أن يقبل بهم. إزاحة الأقنعة وأضافت نيويورك تايمز أن سيف الإسلام حاول استغلال ما وصفتها بالخلافات التي حدثت في صفوف "المتمردين" منذ مقتل القائد العسكري الميداني التابع للمجلس الوطني الانتقالي اللواء عبد الفتاح يونس وسط ظروف غامضة. وقال إن الأمور بدأت تتكشف على حقيقتها في أنحاء ليبيا وإن على الجميع إزاحة الأقنعة، مؤكدا أنه والإسلاميين سيعلنون اتفاقا من طرابلس وبنغازي في غضون أيام، وموضحا أنه "سيكون لدينا سلام خلال رمضان". وأضاف أن الإسلاميين سيطروا على مدينة درنة شرقي ليبيا وأقاموا فيها نشاطا أشبه بنشاط الإسلاميين في باكستان، وقال إن منطقة درنة هي "وزيرستان على البحر الأبيض المتوسط"، وإنه توصل إلى اتفاق مع الإسلاميين المحليين للسماح لهم بجعل المنطقة "منطقة إسلامية مثل مكة". وأما بالنسبة للولايات المتحدة والدول الأخرى التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي، فأشارت الصحيفة إلى أن سيف الإسلام نعتهم بالقول إن "هناك الكثير من الأغبياء حول العالم". أما بالنسبة للإسلاميين، فأضاف نجل القذافي أنه سبق له أن أخرجهم من السجون وأنهم أصدقاؤه، ولكنه قال إن إخراجهم من السجون كان خطأ في ظل دورهم في إحداث الثورة في البلاد. ورفض سيف الإسلام أثناء المقابلة مناقشة دوره أو دور أبيه في مستقبل ليبيا، موضحا أن ذلك أمر يأتي بعد مفاوضات السلام مع الإسلاميين. وبالرغم من أن الثوار الليبيين اقتربوا في زحفهم من العاصمة طرابلس، فإن سيف الإسلام أصر في المقابلة على القول "إننا أكثر اتحادا، وأكثر طمأنينة، وأكثر ثقة، وأما المتمردون فيخسرون كل يوم".