كشفت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار تقليعة بين بعض الأطفال يقلدون فيها ممارسات التنظيم الإرهابي «داعش» مع الأسرى الذين يلقي القبض عليهم المقاطع أظهرت أطفالاً دون العاشرة يقومون بتمثيل دور «الأسرى» المعصوبي الأعين، بينما يقوم آخرون بتنفيذ حكم الإعدام عليهم نحراً بالسكاكين! مختصون نفسيون رصدوا بحسب الزميلة "صحيفة الحياة" تنامياً في مظاهر «العنف» بين الأطفال خلال الفترة الأخيرة، محذّرين من محاكاة الصغار لمظاهر العنف والقتل في مناطق التوتر، خصوصاً في الدول العربية، التي تبثها القنوات الفضائية أو يتم تداولها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأشاروا إلى تأثر الأطفال بها، خصوصاً مشاهد النحر والسحل التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وانتقدوا وضع عناصر الجماعات الإرهابية في قالب «البطولة» من خلال وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، ما يخلق تعاطفاً شعبياً مع هذه الحركات، وانتشار ثقافة تؤيد أفعالهم وتمجدها، خصوصاً بين الأطفال الذين ينبهر بعضهم بقدرات هؤلاء المسلحين، ومع تراكم عرض المقاطع والتناول الإخباري المرئي تأتي مناظر «النحر» والسحل نقطة فاصلة في تفسير تلك الأفعال من الأطفال، إذ يصعب عليهم الفصل بين هذا الفعل ومدى صوابه من عدمه، وبين نظرة الإعجاب وحب التقليد. من جهته حذر استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور فرحان العنزي من خطورة موقع «يوتيوب» الشهير، لما يُنشر فيه من مقاطع فيديو، تقوم الوسائل الإعلامية أو شبكات التواصل الاجتماعي بالرجوع إليها وإعادة نشرها، إضافة إلى برنامج «واتساب» و»تويتر». وطالب النجوم والمشاهير الذين يمتلكون قنوات في تلك المواقع أو الصفحات ب «الاستفادة من مجموعة المشاهدات أو المتابعين الذين يتواصلون معهم في رفع مستوى الوعي والتثقيف في هذه الجوانب الحيوية»، موضحاً أن ذلك «أهم دور من الإعلام المرئي، ومنها القنوات المنتشرة على شاشة التلفزيون». وطالب العنزي وزارة التربية والتعليم ب «تطوير المناهج، وإضافة نوع من الرسائل التوعوية والتثقيفية في مثل هذه الأمور، واستغلال بعض الشعارات الخاصة بالأجهزة الذكية، مثل «أبل» أو «أندرويد»، أو «عصفور تويتر»، التي اعتاد عليها الأطفال، وعلى مشاهدتها وتناقلها، وحتى وضعها خلفية لموبايلاتهم وأجهزتهم، إضافة إلى كتابة بعض المنشورات بجانب تلك الشعارات في المناهج»، موضحاً أن «بعض الحصص الدراسية تتطلب نوعاً من الحيوية والتطوير، مثل حصة الحاسب الآلي». واقترح «إطلاع الطلاب على مقاطع فيديو تعيد إليهم صوابهم وتبعدهم عن مشاهدة ما قد يأخذهم لمثل هذه الجوانب التي تؤثر عليهم مستقبلاً» . http://www.youtube.com/watch?v=aXG_TmxnBAQ