- قصف الجيش العراقي بالمدفعية الثقيلة عددا من أحياء مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق، فيما أكدت مصادر للجزيرة أن العشرات من قوات الأمن العراقية سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مع مسلحين سيطروا لبعض الوقت على أحياء بمدينة سامراء. وتظهر صور بثها ناشطون في الفلوجة حجم الضرر الذي خلفة القصف على المنازل والمباني والبنى التحتية. كما بدت هذه الأحياء -التي تعرضت للقصف- خالية من ساكنيها بعد نزوح عدد كبير منهم بسبب الحملة العسكرية. يأتي ذلك بعد يوم من مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وإصابة سبعة آخرين بقصف عشوائي للجيش على أحياء نزال والضباط والشهداء والرسالة. ويجيء القصف ضمن عملية عسكرية مستمرة لأكثر من خمسة أشهر على الفلوجة منذ سيطرة مسلحي العشائر عليها وعلى أجزاء من مدينة الرمادي مركز المحافظة عقب فض قوات الأمن اعتصاما مناهضا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمدينة، مما حدا بقادة العشائر لتشكيل مجلس عسكري لحماية مناطقهم. وفي حين يؤكد السكان أن القصف عشوائي ولم تسلم منه حتى المراكز الصحية، تقول السلطات العراقية إنها تستهدف مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يتخذون من المنطقة معقلا لهم. اشتباكات سامراء وفي الأثناء، أكدت قيادة عمليات سامراء أن الجيش والقوات الخاصة النظامية استعادا السيطرة على المدينة الواقعة شمال بغداد بعد انسحاب المسلحين الذين دخلوها فجر الخميس. وقالت مصادر للجزيرة إن عشرات من قوات الأمن العراقية سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباكات مع مسلحين سيطروا لبعض الوقت على عدة أحياء في مدينة سامراء, أكدت الشرطة أنهم ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. من جهتها، أكدت مصادر أمنية وطبية أن 18 شخصا قتلوا، وأصيب 38 آخرون بجروح معظمهم من رجال الأمن، وذلك في حصيلة أولية للاشتباكات التي شهدتها سامراء الخميس. وقد فرضت الحكومة العراقية حظرا على التجوال في قضاء بيجي وتكريت وفي مدينة الموصل شمال العراق، كما أغلقت الحكومة الجسور والدوائر الحكومية تحسبا لهجمات مماثلة. وقال متحدث من قيادة عمليات المدينة إن القوات الأمنية قامت بملاحقة المسلحين خارجها. ونقلت قناة تلفزيون العراقية عن الفريق عبود قنبر معاون رئيس أركان الجيش العراقي قوله إن القوات تمكنت من "تطهير" جميع المناطق التي دخلها المسلحون. وكان شهود عيان ذكروا أن المسلحين -الذين دخلوا المدينة فجر الخميس- بدؤوا بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها بالتزامن مع وصول قوات عسكرية عراقية إليها, وحسب المصادر نفسها لم يشتبك المسلحون مع القوات النظامية أثناء دخولها سامراء. وقال الشهود إن القوات الحكومية قامت فور دخولها إلى المدينة بحرق خيام الاعتصام في ميدان الحق، وهي الخيام التي كان يستخدمها المعتصمون في تظاهراتهم ضد سياسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منذ حوالي سنة ونصف. وحسب مصادر أمنية، فجّر المسلحون مركزا للشرطة قبل أن يواصلوا تقدمهم إلى المدينة على متن شاحنات صغيرة، حيث سيطروا على مبنى البلدية ومبنى الجامعة وأعلنوا "تحرير" سامراء، داعين الناس للانضمام إلى القتال ضد الحكومة. وذكر مسؤولون أن المسلحين وصلوا إلى مسافة كيلومترين فقط من ضريح الإمام العسكري الذي أطلق تدميره عام 2006 شرارة موجة من إراقة الدماء بين العراقيين. غير أن الشيخ محمد طه حمدون -أحد أبرز قادة الحراك الشعبي في سامراء- حذر حكومة بغداد من تكرار ما سماه سيناريو الفلوجة في مدينة سامراء. وقال حمدون -وهو الناطق باسم المحافظات الست المنتفضة ضد سياسة نوري المالكي- في تصريح صحفي إن مرقدي الإمامين العسكريين في المدينة لم يتعرضا لأي محاولة اقتحام أو اعتداء، وإن ما يتردد من تصريحات هو محاولة لإثارة العنف الطائفي في المدينة.