وجه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تحذيرات شديدة اللهجة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك أثناء استقباله مبعوثه الخاص، حسن تركماني، في أنقرة مساء الأربعاء، داعيًا إلى إقرار إصلاحات تجاوبا مع المظاهرات الداعية للحرية في البلد الذي يخضع لحكم عائلة الأسد منذ ستينات القرن الماضي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر دبلوماسية الخميس، أن أردوغان جدد خلال استقباله مبعوث الأسد مطالبته للرئيس السوري بضرورة الإسراع بتنفيذ الإصلاحات التي سبق وأعلن عنها في بداية اندلاع الاحتجاجات ضد نظامه في مارس، وبإنهاء العنف ضد المطالبين بحقهم المشروع بالحرية والديمقراطية. ولوح بأن تركيا لن تقف في صف نظام الأسد إذا طرحت مسألة فرض عقوبات اقتصادية أو قرارات لمعاقبة سوريا أو فرض الحصار عليها، وحثه أن يتوقف عن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، وأن يتخذ خطوات فورية لتنفيذ الإصلاحات، بحسب ما نسبت المصادر إلى أردوغان. وكان أردوغان التقى المبعوث الخاص للرئيس السوري، بمقر المركز الرئيس لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في أنقرة الأربعاء، حيث نقل حسن تركماني رسالة من بشار الأسد بشأن الأحداث الجارية في سوريا، وقدم شرحا موسعا على مدى أكثر من 3 ساعات عن التطورات في سوريا. وبحسب المصادر، فإن أردوغان وجه خلال اللقاء ثلاث رسائل مهمة إلى الأسد، تتضمن الأولى التحذير من أن تصعيد العنف والاستمرار في استخدام القوة المفرطة سيدفع المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على سوريا، والثانية، أنه لا يجب أن يتوقع أحد أن هناك من سيعطي الدعم لارتكاب مذبحة جماعية في سوريا. وفي بداية الاحتجاجات التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 1200 شخص واعتقال أكثر من 10 آلاف آخرين، استجاب الرئيس السوري بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها. وفي أبريل الماضي ألغى حالة الطوارئ المطبقة منذ 48 عامًا، لكنه شن حملة قمع في المناطق التي شهدت تظاهرات ضد النظام ولا تزال الحملة العسكرية آخذة في الاتساع. وفي الرسالة الثالثة، شدد رئيس الوزراء التركي الذي أقامت بلاده أربع تجمعات للاجئين السوريين على أن مسألة اللاجئين السوريين قضية مهمة، وأن تركيا وسوريا ترتبطان بعلاقات أخوية وتاريخية، لكن مشكلة اللاجئين السوريين مشكلة تخص تركيا. واعتبرت المصادر أن حديث أردوغان عن مشكلة اللاجئين يشير إلى إمكانية أن تطلب تركيا دعم المجتمع الدولي لمواجهة مشكلة اللاجئين، أو أن تقوم باتخاذ المزيد من التدابير الأمنية داخل وخارج حدودها مع سوريا بحال زيادة تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، ورأت أن أسوأ الاحتمالات هو تحول الأوضاع الحالية في سوريا إلى اشتباكات داخلية أو حرب أهلية. ولجأ أكثر من 8500 شخص أغلبهم من جسر الشغور طلبا للامان إلى تركيا التي أقامت أربعة مخيمات على الحدود على بعد نحو 20 كيلومترا من البلدة. وقال لاجئون إنه لم تحدث عودة جماعية للاجئين وإن عشرة آلاف آخرين يأوون داخل سوريا بالقرب من الحدود. وقدم لاجئون فارون وصفا لأحداث إطلاق النار على أيدي القوات السورية ومسلحين علويين موالين للأسد يعرفون ب "الشبيحة" وإحراق الأرض والمحاصيل في سياسة الأرض المحروقة لإخضاع سكان المنطقة بعد احتجاجات واسعة النطاق. وتقول وسائل الإعلام التركية إن هناك مخاوف من أن يكون من بين اللاجئين السوريين القادمين إلى تركيا رجال من المخابرات السورية، ومن أجل ذلك يمتنع أغلبية القادمين عن الإفصاح عن هويتهم الحقيقة حتى لا تسجل من قبل رجال المخابرات السورية بسجلاتهم، وتتم معاقبتهم بعد العودة إلى بلدهم. "لجينيات"وكالات