أمام العالم أسبوعان من أجل العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة الماليزية التي يعتقد أنها سقطت في المحيط الهندي في الثامن من مارس الجاري. وبدون العثور على الصندوقين، سيظل حادث اختفاء الطائرة غامضا إلى الأبد. وبرغم تسميته اصطلاحا بالصندوق الأسود، يتخذ "مسجل معلومات الطائرة"، وهو الاسم التقني له، لونا برتقاليا في أغلب الأحيان وذلك حتى يتم التعرف بصريا على الصندوق وسط حطام الطائرة. وتوصل ديفيد وارن العالم في مختبرات أبحاث الطيران في مدينة ملبورن الأسترالية، إلى فكرة جهاز مقاوم للتحطم والحريق لتسجيل أصوات طاقم الطائرة وبيانات الأجهزة بعدما ساعد في التحقيق في التحطم الغامض لأول طائرة ركاب مدنية في العالم في 1953. وكان والد وارن قد توفى في حادث تحطم طائرة عام 1934 في أستراليا. وقام وارن بتصميم وصنع أول جهاز في العالم لتسجيل بيانات الرحلات الجوية في 1956، لكن الأمر استغرق خمس سنوات لإدراك قيمة هذا الاختراع واستخدامه العملي. كما استغرق الأمر خمس سنوات أخرى حتى قضت السلطات بضرورة تجهيز قمرة القيادة في الطائرات الأسترالية بأجهزة تسجيل بيانات الرحلة. كيفية العمل ويوجد في كل طائرة صندوقان وليس صندوق واحد يقعان في مؤخرة الطائرة يسجلان ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها. ووظيفة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة . والصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوص الصندوقان في الماء، حيث يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما. ويمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة. وللصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة. وتحفظ أجهزة التسجيل في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى 6000 متر تحت الماء والصدمات والحرارة بما يفوق ألف درجة مئوية، كما انها لا تتأثر بملوحة مباه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن. سباق ضد الغموض وتشارك طائرات وسفن وأنظمة رصد فائقة التطور في عملية البحث عن حطام الطائرة المدنية التي تقول ماليزيا إنها تحطمت في منطقة نائية من المحيط الهندي بعدما انحرفت عن مسارها. وتواجه عملية البحث تحديات كبيرة لتحديد مكان الصندوقين الاسودين التابعين لطائرة البوينغ 777، التي اختفت أثناء رحلة من كوالالمبور إلى بكين. ولم يتم تحديد موقع سقوط الطائرة ولا تزال اسباب سقوطها غامضة. ولم يتم التقاط أي إشارة منها بعد 17 يوما من بدء عملية البحث.