شدد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية، الدكتور إبراهيم محمد الميمن، على أهمية التكاتف والتعاون لتحقيق أمن هذا البلد، والذي يعد خطاً أحمر بالنسبة لنا جميعاً. ووصف بيان وزارة الداخلية الذي صدر بالأمس بالبيان الناضج والشامل والكافي الشافي، الذي شرح الصدور. وأشار إلى أن الوحدة والاجتماع هي منطلقات ولاة الأمر فجاء هذا البيان بقصد الحفاظ على اللحمة الوطنية التي هي مقصدٌ من مقاصد الشرع، ولاسيما في ظل المهددات والمتغيرات التي يمر اليوم بالعالم العربي اليوم، مبيّناً أن الدعوات والفتن التي أُثيرت كانت بحاجة إلى موقف السلطان لتعضد الموقف الشرعي فكان هذا الأمر والبيان الموفق والمسدد الذي سيحمي البلاد من الفرقة. وأوضح: إذا اتفقت ولاية راشدة ووحدة قائمة على أصل شرعي فقد تحقّق الأمن ولاستقرار، مؤكّداً أن الأمن هو أهم المكتسبات والضرورات التي في ظلها يُقام الدين والحضارات، فالأمن نعمة من أجلّ النعم ومسؤولية كل دولة المحافظة على هذا الأمن. وأشار "الميمن" إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة الأم لتلك الجماعات الإرهابية المنحرفة، وذكر أنه كان لعلمائنا موقف واضح من التحذير من هذه الجماعة، يكشف بيان تلبسها بالدين وتوظيفها له في انحرافات لا تُخفى، منوهاً بتحذير علمائنا في السعودية، كالشيخ صالح الفوزان والشيخ صالح اللحيدان، ومفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ محمد العثيمين رحمه الله، الذين حذروا من جماعة "الإخوان المسلمون" ومن أفكارها، وأنه ليس لديها أي عناية بالعقيدة وأصول الدين، وليس لها مبدأ بل عدها علماؤنا من الفرق التي أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أنها تخرج عن المنهج الصحيح فحكم علماؤنا بأن هذه الجماعة من ال73 فرقة التي تخرج عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وعما كان عليه. وأكمل: بقية الجماعات كتنظيم القاعدة وداعش متفرعة من هذه الجماعة الأم "الإخوان المسلمون" التي تقف وراء كل انحراف ونبه بأن أفكار منظريها كالحاكمية والجهاد كلها توظيف الدين في انحرافات لا نزال ندفع ثمنها إلي اليوم، مشيراً إلى أن هناك أبحاثاً علمية معمقة ربطت التكفير بفكر هذه الجماعة، وبيّنت أن لها دوراً في هذا المجال. وأضاف خلال حديثه في برنامج "وراء الحدث" أن تلك الجماعات الموجودة سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا قد صنّفت إرهابياً، بناءً على تصرفاتها الإفسادية. من جانب آخر اعتبر وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور توفيق السديري، هذا القرار بأنه مفصل تاريخي في هذه الأحداث التي تمر بها اليوم الأمة الإسلامية والعربية، وأكّد أن خطباء المساجد والدعاة وجميع منسوبي الوزارة، لهم دور فاعل في ترسيخ الوسطية. وقال إن الوزارة كان لها برامج في ترسيخ الأمن الفكري وتحقيق الوسطية والانتماء الوطني، وتفعيل دور خطباء المساجد والدعاة. وواصل : منذ خمس سنوات بدأ برنامج الأمن الفكري، حيث أُقيمت أكثر من 700 ندوة فكرية في مختلف مناطق المملكة وشارك فيها الخطباء. وتابع: الوزارة تعالج من يخطئ من منسوبيها بوسائل عدة، تبدأ من المساءلة والمناصحة، إلى أن تنتهي بالإيقاف، لافتاً إلى أن ما رصد في السنوات الماضية من تلك التجاوزات، في تناقص ولله الحمد. وفي سياق متصل تناول عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عبدالعزيز هليل، المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع وكل أفراد المجتمع في حماية أمن الوطن، وقال: علينا واجب كبير تجاه أبنائنا يتعلق بوحدة هذا الوطن، وعدم الانسياق وراء هذه الجماعات، لافتاً الأنظار إلى نعمة التآلف والتحابب بين الشعب وقادته، التي تحياها المملكة ولله الحمد. وأكّد واجب الأسرة في تربية أبنائها على حب الوطن والولاء لقيادته والسمع والطاعة لهم والتحذير من كل ما يمس هذا الوطن، مشيراً إلى أن هذا الواجب التربوي يمتد لجميع مؤسسات التعليم. ونوّه كذلك بدور خطبة الجمعة وخطباء المساجد، والتي تبصر الناس وتحذرهم من الفتن والتفرق داعياً إلى الوعي بأهمية أن نحافظ على ما نحياه من نعمة الأمن العظيمة ولاسيما في وجود الفتن والمحن التي تعانيها، وذلك بالتزام المنهج الشرعي بتقوى الله والسمع والطاعة لولاة أمرهم وأن يحافظ كل منا قدر إمكانه على وحدة هذا الوطن واستقراره، وأن يكون عضواً نافعاً لا فاسداً، تحركه الأيادي الخفية للإضرار بأمن هذا الوطن. وقال الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته، الدكتور خالد الشائع: الأمر الملكي وبيان وزارة الداخلية يرجعان إلى أصل شرعي عظيم وهو منع الفرقة والخلاف والخروج على المنهاج النبوي، ومنها قوله تعالى" وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".حسب سبق