دعا رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه ما وصفه بأنه " انتهاكات مروعة ضد حقوق الإنسان فى مناطق الصراعات والأزمات السورية". وقال المسئول السعودى بندر بن محمد العيبان فى كلمة بلاده أثناء افتتاح أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف اليوم إن على المجلس القيام بتقييم ومراجعة دوره وفاعليته فى التصدى للانتهاكات المروعة ضد حقوق الإنسان وخاصة فى مناطق الصراعات والأزمات، منبها إلى أن "تصاعد الانتهاكات الخطيرة والجسيمة التى تهدد حياة الشعوب يجب أن تمثل أولوية ملحة للمجلس فى المرحلة المقبلة"، على حد قوله. وأضاف العيبان فى بيان أن "التقارير الدولية الصادرة عن الوضع فى سوريا تشير بوضوح إلى أننا أمام جرائم ضد الإنسانية لا تقل سوءا عما سبقها من جرائم خلفتها الحروب والصراعات المدمرة التى وثقها التاريخ". وقال "العالم فى العام الماضى كان يتحدث عما يقارب 60 ألف قتيل فى سورية أما اليوم فعدد القتلى يزيد عن 140 ألف وشرد ما يزيد عن مليونين ونصف المليون فى الخارج وسبعة ملايين نازح فى الداخل ونحو 11 ألفا من المعتقلين فى سجون النظام ..." . وقال المسئول السعودى ، فى كلمته ، إن حكومة السعودية تجدد مطالبتها بالتنفيذ الفورى والعاجل لقرارات مجلس الأمن وقرارات مجلس حقوق الإنسان ذات الصلة وإحالة المسئولين عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية فى سورية إلى العدالة الدولية وسحب جميع المقاتلين الأجانب من سورية. وحمّل العيبان المجتمع الدولى المسؤولية إزاء التدهور السريع والخطير للوضع الإنسانى فى سورية بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان وتقديم كل ما من شأنه رفع المعاناة عن الشعب السوري. وأوضح أنه استمرارا لما تبذله حكومة السعودية من جهود بهدف إنهاء معاناة الشعب السورى الشقيق وتضامنا معه فقد وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز بإقامة يوم للتضامن مع الأطفال السوريين يهدف إلى تسليط الضوء على معاناتهم وتقديم العون والمساندة لتغطية حاجات مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين يعيشون فى ظروف مأساوية صعبة. ولفت العيبان إلى أن "الأحداث التى استجدت فى العالم ينبغى ألا تنسينا قضية الشعب الفلسطينى الذى يرزح تحت الاحتلال منذ ستة عقود وما يتعرض له من انتهاكات بسبب عدم تحقيق أى نتائج فى عملية السلام واستمرار اسرائيل فى فرض سياسة الأمر الواقع من خلال مواصلة الاستيطان والاعتقالات التعسفية وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الأساسية وفى مقدمتها الحق فى تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس". وشدد العيبان على دور مجلس حقوق الإنسان فى تعزيز القيم المشتركة بعيدا عما اعتبره "تسييسا" للقضايا و"الأحادية الثقافية" تجاه فرض مفاهيم وقيم جديدة غير متفق عليها دوليا.