دعا وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إلى محاكمة الرئيس السوري، بشار الأسد، بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية"، على خلفية الصور التي تم نشرها مؤخراً، حول عمليات قتل وتعذيب ممنهجة يرتكبها النظام السوري. وقال الوزير التركي، في مقابلة مع كريستيان أمانبور على شبكة CNN الخميس، من مدينة "مونترو" السويسرية، حيث تتواصل أعمال مؤتمر "جنيف 2"، لبحث سبل تسوية الأزمة السورية: "هذه الصور تقدم دليلاً واضحاً.. هذه جريمة ضد الإنسانية." وكانت أمانبور أول من كشف عن هذه الصور، بعد أن حصلت عليها مع صحيفة "جارديان" البريطانية، الاثنين الماضي، ضمن تقرير أعده عدد من المدعين السابقين بمحاكمات جرائم حرب، وخبراء في الطب الشرعي، ضم وثائق وعشرات الآلاف من الصور، تظهر تعرض نحو 11 ألف سجين لعمليات "تعذيب وقتل ممنهج" داخل السجون السورية. وتغطي تلك الصور، التي قام بتسريبها "مصور منشق" كان يعمل مع الشرطة العسكرية، أشار التقرير إليه باسم مستعار "سيزار"، أو "القيصر"، الفترة التي أعقبت انطلاق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، في ربيع 2011، وحتى أغسطس من العام 2013 الماضي. وشدد وزير الخارجية التركي على أن "كل هؤلاء المتورطين في ارتكاب هذه الجريمة، يجب تقديمهم إلى المحاكمة"، وتابع بقوله: "لا يجب أن نرتكب نفس الأخطاء، التي حدثت في سربرنيتشا" ، في إشارة إلى عمليات الإبادة الجماعية للمسلمين، خلال حرب البوسنة، منتصف تسعينيات القرن الماضي. وأضاف داود أوغلو قائلاً: "في سربرنيتشا، حاول بعض الناس توجيه أنظارهم بعيداً، وحاول آخرون تجاهل ما حدث في سربرنيتشا لبعض الوقت، ولكن (مذبحة) سربرنيتشا قد حدثت، وكانت عاراً على المجتمع الدولي". وأشارت أمانبور إلى أن الرئيس السابق ليوغوسلافيا وصربيا، سلوبودان ميلوسيفتتش، قد تمت محاكمته أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، ثم توجهت إلى الوزير التركي بسؤال عما إذا كان الأسد يجب أن يخضع للمحاكمة أيضاً؟ وأجاب داود أوغلو بقوله: "نعم"، وأضاف أن النظام السوري "عليه أن يقرر ما سيقدم عليه.. إما التعامل مع المفاوضات الجارية حالياُ في سويسرا بجدية، أو البديل وهو محكمة جرائم الحرب الدولية." وجدد وزير الخارجية التركي التأكيد على أن سوريا بحاجة الآن إلى تشكيل حكومة انتقالية، ليس فيها مكان لكل من "تلطخت أيديهم بالدماء".