نشر المفكر السعودي الدكتور عبدالله الغذامي على حسابه في تويتر بياناً ثقافياً عنونه ب: الشرط الأخلاقي لكي تغرد في تويتر، عرض فيه وجهة نظره في عدة نقاط اعتبرها دليلاً أخلاقياً لكل مغرد. وتفاعل العديد من المتابعين والمثقفين مع ما نشره الغذامي على تويتر، حيث تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لما جاء في البيان في هاشتاقي #بيان_الغذامي_يمثلني و#بيان_الغذامي_لا_يمثلني. البيان اعتبره الدكتور عبدالرزاق الصاعدي رداً وجهه الغذامي له بطريقة ضمنية, بعد اتهام الأخير له في تويتر بالسرقة الأدبية في إشارة لتغريدات كتبها الغذامي قبل أيام قال فيها (هؤلاء يسرقون جهد غيرهم ولا يحترمون الإشارات المرجعية ويدعون ما ليس من جهدهم وفعلوها معي مراراً.. مراراً.. مراراً), حينها اتهم الغذامي "الصاعدي" بشكل مباشر في رد على أحد متابعيه (أرجوكِ لا تفاتحيني بشأن هذا الشخص مرة ثانية وسأكون ممتناً لك) (ذلك سرق وانتهك كل الحقوق، وبلِّغيه عني ذلك) في إشارة إلى عبدالرزاق الصاعدي و"مجمع اللغة الافتراضي" الذي يشرف عليه. ونفى الصاعدي تلك التهمة عن نفسه في معرض رده على بيان الغذامي الأخير الذي اعتبره موجهاً له. "الغذامي" قال في بيانه إن أي تغريدة كتبها في تويتر يعنيها لفظاً ومعنى وظلت قناعة لديه، ثم جاء من يرى بطلانها ولا يرى لها أية صدقية، فلا يصح أن يكون كاتبها هو المدعي والقاضي وسلطة التنفيذ! وشدد الغذامي على أن كل تغريدةٍ في تويتر هي مسؤولية أخلاقية وقانونية، ذاتية واعتبارية ولا يمكن الاكتفاء بالقول إن "تويتر" مساحة حرة فحسب، بل إن من شروط الحرية هو أن تمنح غيرك حريته بمقدار ما تبتغيها لنفسك في تساو تام, وقال إن كل نظرية يقول بها فإنها تصدق عليه سلوكاً وليست مجرد أداة منهجية بحثية. وشجع الغذامي ثقافة "التقاضي"حين استدل بالحادثة التي وصلت للقضاء بين الشيخين محمد العريفي وعيسى الغيث في تويتر في مسألة أن يكون القضاء الفيصل في مثل هذه القضايا رغبة منه في نشر هذه الثقافة في مجتمعنا، وقال في بيانه "إن تخليص أنفسنا من التنزيه الذاتي بوهم أن التقاضي لا يليق بأصحاب المقامات وبأن التسامح بين الفضلاء هو الأولى من التقاضي هو بمثابة التقليل من شأن ثقافة التقاضي". وقال "الغذامي" إن من حق الخصم أن يلجأ إلى القضاء إذا ما اعتبر أن "تغريدته" احتوت على مغالطات تستدعي لجوءه إلى القضاء وهي الجهة الوحيدة التي تستطيع الفصل في مثل هذه الأمور, معتبراً ذلك بأنه "ليس تطرفاً في القول ولا مبالغة فيه أو مثالية، بل هو لب الواقعية العملية وذلك أننا لن نصنع لمجتمعنا أية ثقافة قانونية ما لم نتمثلها بأنفسنا ونجعل أجسادنا جسوراً لعبور المعاني وتحققها". وفسر "الغذامي" أن إصراره على لجوء أي شخص إلى القضاء يرى أن قولاً ما مسه أو مس شيئاً ذا قيمة معنوية عنده أو عند غيره في "تويتر" لا يعني بالضرورة الترافع دفاعاً أو تنازلاً عن ذلك الرأي, مبرراً بأن ذلك يحقق مفترقاً قيمياً وسلوكياً, موضحاً أن تغريدته كوثيقة لا ينكرها ولا يجادل فيها وأن (أي حكم قضائي لابد من قبوله دون منازعة عليه مهما كانت صيغته، كثمن لقيمة يحتسبها لقوله ورأيه دون تخفيضات قيمية). وبرر الغذامي بأن تلك تعد "فرصة لإثبات أن حرية التعبير والتفكير هي لمخالفه قبل نفسه وهي تحقق أهم مفترق قيمي في معنى أن يكون القول فعلاً وتكون النظرية سلوكاً، وبه تتحقق الرمزية الأخلاقية للمغزى الثقافي، معتبراً ذلك بأنه ميثاق وعهد بقبول الحكم وتنفيذه. في حين طالب "الغذامي" بأن يكون للقضاء دوره في مجتمعنا وهو مطلب الجميع ولن يكون للمطلب قيمة أخلاقية وعملية ما لم نجعل أجسادنا جسوراً تعبر من فوقها المعاني- حسب تعبيره- في البيان الذي نشره على حسابه الشخصي في تويتر.