تناولت الكثير من الصحف العربية خبر إعلان مسؤول في وزارة الصحة الكويتية عن مشروع قانون يهدف إلى إخضاع المهاجرين إلى هذا البلد لفحوصات طبية من أجل تحديد توجهاتهم الجنسية، الغرض منها منع المثليين أو ما يعرف ب"الجنس الثالث" من دخول أراضيها. وتقوم المصالح الصحية الكويتية، بحسب ما نشرته صحف عربية حول المشروع، بفحص طبي "إكلينيكي" على "الوافدين"، والفئة التي يكتشف أنها محسوبة على المثليين تمنع من دخول هذا البلد وتسلم لها شهادة "غير لائق" يحرمها من دخول باقي الدول الخليجية. ولم يكشف عن نوعية الفحوصات التي يخضع لها هؤلاء المهاجرين. وحاولت قناة فرانس 24 الاتصال بالوزارة الوصية على القطاع بهذا البلد، إلا أنها لم نتوصل على أي رد، فيما ذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية نقلا عن مدير إدارة الصحة في الوزارة الدكتور يوسف مندكار أن "إجراءات مشددة ستضمنها اللائحة الخليجية لفحص العمالة، لا سيما في هذا الجانب المتعلق بالجنس". وأكد المدير أن "هذا المشروع سيطرح خلال اجتماع اللجنة المركزية لبرنامج العمالة الوافدة الذي سيعقد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في عمان". وأوضح أن "المراكز الصحية تفحص الوافدين إكلينيكيا"، وأضاف "سنشدد في الكشف على الجنس الثالث والمثليين لمنحهم شهادة غير لائق ومنعهم دخول الكويت وكذلك مجلس التعاون الخليجي". في تعليق له على هذا الإجراء، قال إمام مسجد المثليين في باريس محمد لودوفيك زاهد لفرانس 24، إن هذا الأمر يؤكد أن المثلية غير مقتصرة على الغرب وأنها تتواجد منذ القدم في البلدان العربية، فقط على هذه الدول أن تعترف بتاريخها. ويتابع زاهد، وهو باحث في علمي النفس والاجتماع، أن دول غربية كانت سباقة لتطبيق مثل هذه الإجراءات، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة التي كانت قبل سنوات تمنع المثليين من دخول أراضيها بدعوى إصابتها بأمراض، وباراك أوباما هو من وضع حدا لذلك. وأكد زاهد أن الكويت إن أرادت أن تمنع هذه الشريحة من دخول بلادها فبإمكانها فعل ذلك دون أي ممانعة خارجية، موضحا أن التدابير المتبعة دوليا ضد مثل هذه الإجراءات تأخذ الوقت الكثير. وحول الفحوصات الطبية التي يمكن أن يخضع لها المهاجرون من أجل الكشف عن توجهاتهم الجنسية، يجيب لوديفيك، إن هذه الفحوصات تكون حميمية جدا، وأول معني بها هو العضو التناسلي للرجل. وأضاف أن هذه العملية طبقت من قبل في أوروبا من طرف سلطات جمهورية التشيك. بيتر تاتشيل، المدافع المعروف عن المثليين في بريطانيا، هاجم بقوة الاتحاد الدولي لكرة القدم وطالبه بسحب مونديال 2022 من قطر بسبب هذه الخطوة المشتركة التي تحضرها مع دول الخليج، والذي كشف عنها مسؤول الصحة الكويتي. وأوضح تاتشيل أنه لا توجد تقنية طبية للكشف عن مثليي الجنس، واصفا ما تحدثت عنه وزارة الصحة الكويتية بهذا الشأن ب"الخرافة"، كما أضاف أن هذه الأمور لا توجد إلا في القرون الوسطى. اعتبر الناشط في مجال الهجرة الدولية، عبد الله الزنيبر أن "كل القوانين التي لا تتطابق مع المواثيق الدولية في أي بلد تعتبر غير شرعية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "هذه القوانين تكرس الكثير من أنواع التمييز والتي يجب محاربتها". واعتماد اعتبارات لأجل التمتع بحق زيارة بلد أو العمل به، يصفه الزنيبر، ب"غير أخلاقي"، موضحا ذلك بكونه "يتدخل في الاختيارات الشخصية والذاتية للفرد". وأضاف الناشط في الهجرة الدولية أن هذا المشروع "خطير ويمس بالمكانة الدينية لهذه البلدان التي تعتبر نفسها إسلامية". وأكد الزنيبر أن المنظمات غير الحكومية التي تنشط في الهجرة "تناهض جميع أشكال التمييز، سواء كانت في البلدان الأوروبية أو في الدول العربية"، مشددا على ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين مكونات الحركة الحقوقية في العالم العربي ضد ما وصفه ب"الردة" على الكثير من المكتسبات في المنطقة، تتعلق بحقوق المرأة والأقليات ومن أجل تطبيق المواثيق الدولية التي تنص على وجوب احترام الحريات.