بعدما حاولت قوات الأمن الفرنسية صباح الجمعة ترحيل نحو ستين مهاجرا سوريا غير شرعي بالقوة في منطقة كاليه، بشمال البلاد، أكد المحافظ دوني روبان أن بعثة من السفارة البريطانية في باريس ستزور مواقع تواجد هؤلاء السوريين، والذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ يوم الأربعاء احتجاجا على ظروف إقامتهم. وقد تراجعت قوات الأمن بعد أن هدد مهاجران بقتل نفسيهما قفزا من فوق سطح أحد المباني. وفي خطوة منه لتسوية الوضع، اقترح محافظ كاليه عليهم أن يتقدموا بطلب اللجوء إلى فرنسا. وأوضح روبان في الوقت نفسه أن فرنسا "ليس من صلاحياتها أن تقرر مسألة التحاقهم ببريطانيا أم لا". وأضاف أن المفوضية العليا للاجئين جاهزة لدراسة ملفات المهاجرين السوريين بشكل عاجل، وأن إمكانية قبول طلبهم كبيرة. لكن اقتراح المحافظ لم يلق ترحيبا لدى المهاجرين السوريين، والذين رفضوا البقاء بفرنسا. وقال عبد القادر، وهو طالب سوري في 24 من العمر لفرانس24: "إن الشرطة تطاردنا باستمرار، وتعرضنا للضرب المبرح عدة مرات". وتابع متسائلا: "كيف لهذا المحافظ أن يتصور بأننا سنطلب اللجوء من بلد تعامل معنا بشكل غير إنساني... نحن نفضل العودة إلى سوريا على البقاء هنا". ويتواجد حاليا في كاليه نحو 60 سوريا، بينهم نساء وأطفال، هربوا من سوريا. لكن منذ وصولهم إلى فرنسا تحول أملهم في معيشة أفضل بأوروبا إلى جحيم. وأمام إصرار المهاجرين السوريين على البقاء في ميناء كاليه وعرقلة نشاطه، كانت الشرطة الفرنسية طوقت المكان من أجل إخلائه. لكن المهاجرين أكدوا عزمهم على البقاء، وقالوا: "لن نغادر الميناء وسنواصل التظاهر بداخله إلى غاية السماح لنا بالالتحاق ببريطانيا". وقال ماييل غالسون، وهو منسق منظمة تتكفل بهؤلاء السوريين في مدينة كاليه إن "أربعين منهم دخلوا في إضراب عن الطعام"، مشيرا إلى أنهم "يشكون من ظروف معيشتهم في فرنسا ويريدون العبور إلى بريطانيا للمطالبة بحق اللجوء السياسي". ورفع المهاجرون لافتات كتب عليها عدة شعارات أبرزها "الموت في فرنسا أو الذهاب إلى بريطانيا"، أو "يا سيد كاميرون ساعدنا، نحن سوريون". من جهة أخرى، وصف محمد وهاب، وهو منسق لدى منظمة أطباء العالم ظروف عيش المهاجرين السوريين بغير "الإنسانية". وقال لفرانس 24: "الصحافة لم تتحدث كثيرا عن هذا الموضوع لكن شهدنا تدخلات قوية من طرف الشرطة لترحيلهم من المناطق التي كانوا يتواجدون بها". وإلى ذلك، دقت عدة جمعيات خيرية محلية ناقوس الخطر في الأيام القليلة الماضية ودعت إلى تقديم مساعدات عاجلة للسوريين الذين يقبعون في مخيمات في كاليه. وانتقد بيير هنري مدير منظمة "فرنسا أرض اللجوء" جمود السلطات الفرنسية التي لم تقدم حسب رأيه أية مساعدة لهؤلاء السوريين. وأوضح محمد القياد، وهو لاجئ سوري، أنه لا يوجد مهاجر سوري يرغب في طلب حق اللجوء السياسي في فرنسا، بل كلهم يريدون الالتحاق ببريطانيا. وقال لفرانس24: "لا ننتظر أي شيء من السلطات الفرنسية... الشرطة هنا تطاردنا.. لدينا عائلات وأصدقاء في بريطانيا وهناك يمكننا الحصول على حق اللجوء السياسي في غضون شهر واحد".