أظهر الإعلان عن زيارة رئيس أركان الجيش المصري صدقي صبحي إلى مدينة رفح (شمال سيناء)، الاهتمام الكبير الذي يوليه الجيش المصري لملف سيناء، وتعهد صبحي ب «تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية»، فيما غادرت أمس السفيرة الأميركية آن باترسون بعد انتهاء فترة عملها في القاهرة، وكانت الأيام الأخيرة لعملها شهدت احتجاجات شعبية واسعة على وجودها، واتهامات ب «الانحياز لحكم جماعة الإخوان المسلمين». وأفاد بيان عسكري أمس أن رئيس أركان الجيش تفقد عناصر قوات الجيش والشرطة «المشاركة في القضاء على البؤر الإرهابية والإجرامية وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة في سيناء»، وأكد لهم في لقاء عقده، أن الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي هي المهمة الرئيسية للقوات المسلحة التي لا تهاون فيها وأن القوات المسلحة ستظل دائماً الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب، وأشاد صبحي بالتضحيات الغالية التي يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة والتي أسفرت عن تحقيق نجاحات أمنية أسهمت في عودة الأمن والاستقرار إلى سيناء، وكان آخرها قيام عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية فجر اليوم بمداهمة عدد من بؤر الجماعات الجهادية والتكفيرية والتي حققت نجاحاً كبيراً وساعدت على القضاء على العديد من البؤر الإجرامية في سيناء، وأعرب عن اعتزازه بجهود أهالي سيناء المخلصين وتعاونهم مع رجال القوات المسلحة والشرطة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره. وأفاد البيان أن صبحي تطرق خلال حواره مع القوات إلى المفاوضات التي أجرتها قيادات الجيش مع الرئيس المعزول محمد مرسي لحل الأزمة السياسية، موضحاً أن القوات المسلحة حثت مؤسسة الرئاسة السابقة على تلبية مطالب الشعب وفق إرادته، وحذرت من أن الصراع السياسي سيقود مصر للدخول في نفق مظلم. وأغلقت السلطات المصرية أمس معبر رفح البري، فيما تعرض كمين أمني عند مدخل قرية الجورة (شمال سيناء) الذي يقع في محيطها مقر القوة متعددة الجنسيات في سيناءجنوب الشيخ زويد، لهجوم من قبل مسلحين كانوا يستقلون حافلة صغيرة فبادلتهم قوة التأمين بإطلاق الرصاص، ما أسفر عن اشتعال الحافلة التي يستقلها المسلحون، وأفاد مصدر أمني «الحياة» أن قوات البحرية المصرية أوقفت فجر أمس لنشاً صغيراً على متنه خمسة فلسطينيين عند تسللهم للمياه الإقليمية المصرية بغير الطرق الشرعية قادمين من قطاع غزة، وتحفظت على اللنش داخل ميناء العريش البحري واقتادت الفلسطينيين الذين كانوا على متنه للتحقيقات حول ظروف وملابسات دخولهم المياه الإقليمية المصرية. كما أوقفت حمله أمنية في مدينه العريش 8 من المطلوبين بتهمة التحريض على القيام بأعمال عنف واستهداف مقار وحواجز أمنية وأفراد من الشرطة والجيش خلال الفترة الماضية، وأوضح أن أحد المطلوبين حاول الفرار إلا أنه أصيب بطلق ناري في القدم ونقل للمستشفى لإسعافه وجاء توقيف المطلوبين في منطقة جنوب غربي العريش. في غضون ذلك غادرت القاهرة أمس السفيرة الأميركية آن باترسون، بعد انتهاء فترة عملها في القاهرة التي استمرت 26 شهراً في أقصر مدة تقضيها كسفيرة لبلادها في الخارج. وأثارت باترسون موجة من الجدل ومطالب بطردها من مصر، احتجاجاً على «مواقفها الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين». وكانت وزارة الخارجية الأميركية أبلغت نظيرتها المصرية قبل ثلاثة أيام، بانتهاء فترة عمل باترسون في القاهرة، وأصدرت السفارة الأميركية بياناً أمس استنكرت فيه ما نشرته جريدة الأهرام الحكومية، من اتهامات لباترسون ب «التورط في مؤامرة لتقسيم مصر ونشر الفوضى». واعتبرت السفيرة في بيانها الذي أرسلته إلى الأهرام «إن عدم المسؤولية لا يؤدي إلا إلى زيادة تضليل القارئ ومواصلة رفع حدة التوتر في ظروف تتسم بعدم الاستقرار وخطيرة بالفعل»، ووصفت ما نشر ب «الكذب»، ودعا البيان رئيس تحرير الأهرام الذي تولى كتابة الخبر بنفسه، «إلى استخدام منصبكم القيادي والمسؤول لوقف نشر هذه المعلومات المحرضة على التضليل»، وقال: «إنني أدعوكم إلى التصرف بمسؤولية والعمل على جعل بلدكم بلداً أقوى، وليس بلداً متخوفاً ومضلَلاً».