"كاميرون في حالة لا يرثي لها بعد هزيمته"، و"خسارة مصيرية في تصويت مجلس العموم البريطاني"، " كاميرون يتعرض للمهانة بعد رفض نواب البرلمان توجيه ضربة عسكرية لسوريا".. اختلفت عناوين الصحف البريطانية ولكن المعنى واحد. فقد أبرزت الصحف في تناولها للقضية السورية اللطمة القوية التي تعرض لها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفض اقتراحه للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري. وتعود أهمية تلك الهزيمة التي مني بها كاميرون إلى وقعها على العلاقات البريطانية الأمريكية في المستقبل. وانفردت صحيفة الاندبندنت بتغطية خاصة للأزمة السورية وكان عنوان صفحتها الرئيسية " قصة حربين" في إشارة إلى مشاركة بريطانيا في غزو العراق عام 2003 ومحاولة رئيس وزرائها للمشاركة في ضربة عسكرية أخرى في سوريا. محرر الشؤون السياسية في الاندبندنت اندرو جريس كتب يقول إن احتمالات مشاركة بريطانيا في شن ضربة عسكرية ضد حكومة دمشق تبددت بصورة درامية الليلة الماضية بعد أن مني ديفيد كاميرون بهزيمة مذلة في مجلس العموم البريطاني. ويقول جريس إن التصويت ضد قرار التدخل العسكري في سوريا فاجأ الجميع وترك كاميرون مشوشا غير قادر على تقديم الدعم للولايات المتحدة، كما يريد، في ضربتها العسكرية المحتملة. وتناولت الصحيفة في موضوع آخر أهم وأبرز التعليقات التي جاءت على لسان السياسيين المشاركين في جلسة مجلس العموم البريطاني التي استمرت لساعات طويلة حتى وقت متأخر من ليل الخميس. وتباينت آراء نواب البرلمان ولكن غالبيتهم رفضوا التدخل العسكري ومن أبرزهم جيم فيتزباتريك المتحدث باسم وزارة النقل في حكومة الظل الذي قدم استقالته احتجاجا على اقتراح العمل العسكري قائلا إن "الحقيقة الوحيدة التي نعرفها إننا لا نعلم إلى أي مدى سنذهب إذا مضينا قدما في طريق العمل العسكري". ثم عرجت الصحيفة على قضية أخرى وهي تقارير أجهزة الاستخبارات حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا. ونشرت الاندبندنت موضوعا تحت عنوان " بغض النظر عن الشكوك. الأدلة على فظائع الأسلحة الكيماوية لا تزال غير مقنعة". ويتناول المقال الذي كتبته كيم سينغوبتا الانتقادات الموجهة لتقرير أجهزة الاستخبارات البريطانية بأنها فشلت في توفير دافع قوي ومقنع لتدخل بريطانيا عسكريا في سوريا.