تظاهر مواطنون من ولاية تيزي وزو مع غروب يوم الاثنين، وقاموا بإفطار جماعي ردا على مجاهرة حوالي 200 شخص ينتمون لحركة تدعو لانفصال منطقة القبائل. وانضم إلى المواطنين إسلاميون آخرون. وأعرب المتظاهرون عن معارضتهم 500 مسلم مفطرين أقدموا السبت في وضح النهار على الأكل والشرب والتدخين أمام مقر حاكم الولاية التي تضم أكثر من 150 الف نسمة. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية في برقية لها أن نحو ألف إسلامي سلفي مع نساء محجبات في موعد الإفطار الاثنين مع غروب الشمس في تيزي وزو (منطقة القبائل 110 كلم شرق العاصمة الجزائرية) ردا على تجمع طالب خلاله مفطرون بحرية المعتقد السبت، كما ذكر مراسلون صحافيون. وتغلق المطاعم في رمضان خلال النهار بالجزائر ويشتد الضغط على غير الصائمين، خلافا للستينيات والسبعينيات عندما كانت الأجواء أكثر تسامحا. لكن الأجواء أخذت تتغير منذ الثمانينيات وانقلبت تماما أثناء الحرب ضد الإسلاميين المسلحين خلال التسعينيات. وجاء الاحتجاج في تيزي وزو إحدى أكبر مدن منطقة القبائل بعد قيام الشرطة بتفتيش مطعم مغلق في تيقزيرت القريبة بعد تلقيها معلومات عن شباب لا يصومون رمضان. وقد قامت بسحب رخصة المطعم قبل أن تعيدها لصاحبه، بحسب الصحافة. وقبل تظاهرة الاثنين زار القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (المنحلة في 1992 بعد أن فازت بالجولة الاولى من الانتخابات التشريعية) علي بلحاج السبت والاحد تيزي وزو. ومنذ السبت بدأت بعض الملصقات تظهر في مدينة تيزي وزو تندد بغير الصائمين الذين أقدموا على كسر إحدى المحرمات. وطالب المفطرون السبت بحرية المعتقد ونددوا بتسلط السلطة واستعمال الدين. ومنطقة القبائل الجبلية الفقيرة في شمال الجزائر هي تقليديا من معاقل المتمردين ضد السلطات المركزية على مر القرون. وأصبحت خلال التسعينيات من معاقل الإسلاميين المسلحين تشهد العديد من الاعتداءات ضد قوات الأمن.