أكد وزير الخارجية التونسي عثمان جارندي ان التنسيق الامني مع الجزائر «شامل ومحكم» ويدوم منذ زمن طويل، الا ان الوضع الامني في المنطقة دفع الى «التشاور مجدداً» مع الجزائر، فيما قتل مسلحون ثلاثة رجال شرطة مساء الثلثاء بتيزي وزو (100 كلم شرق الجزائر) بينما قضى احد المهاجمين خلال كمين في منطقة ازفون. وقال جارندي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي في الجزائر الثلثاء ان «الوضع الامني في المنطقة يحتم علينا المزيد من التشاور» موضحاً ان «الارهابيين يستمدون قوتهم من تعدد جنسياتهم وقدرتهم على التنقل». ومن جانبه اكد مدلسي ان «التعاون الامني له اهداف نبيلة وسنوفر له الامكانات اللازمة» لكنه استبعد ان يصل هذا التعاون الى قيام الجيش الجزائري بعمليات داخل التراب التونسي. وقال: «هناك خطوط حمراء يجب اخذها في الاعتبار» موضحاً «الخطوط الحمراء هي ان الجزائر لا يمكن ان تتدخل في اي دولة ولو كانت دولة جارة وحبيبة مثل تونس». وتابع: «التعاون مفيد جداً ونحن نشعر ان الارهاب يهم الجميع». الى ذلك، ذكرت صحيفة «الوطن» الجزائرية ان «دورية للشرطة تعرضت لهجوم من قبل مجموعة ارهابية اثناء مرورها في وسط مدينة تيزي وزو» اسفر عن مقتل ثلاثة رجال شرطة وأحد المهاجمين. على صعيد آخر، ندد المجلس الاسلامي الاعلى في الجزائر «بشدة» بالافطار العلني في رمضان الذي نظمته مجموعة من الاشخاص السبت للمطالبة «بحرية المعتقد». وأقدم 500 شخص السبت على الأكل والشرب والتدخين في وضح النهار في وسط مدينة تيزي وزو للاحتجاج على «محاكم التفتيش للسلطات واستغلال الدين»، كما أكد رئيس حركة استقلال منطقة القبائل بوعزيز ايت شبيب. وذكر المجلس في بيان نشرته صحيفة المجاهد الحكومية الاربعاء: «نندد بشدة بهذه التصرفات الحمقاء ونشيد بالرد القوي عليها من المواطنين وعلى رأسهم الائمة وحزب معروف بالمنطقة». وأضاف ان «تلك الاقلية» اخطأت حينما ارادت الإساءة للاسلام «لان الإسلام يضمن حرية العقيدة الدينية». ولفت الى ان المحتجين ما كانوا ليقدموا على «مثل هذه التصرفات المغرضة (...) لولا الأطراف المساندة لها داخل البلاد - وبخاصة بعض وسائل الإعلام - وخارجها من الحاقدين على الأمة الإسلامية».