ذكرت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم، أنه على الرغم من أن الدعم العسكري الذي منحته إيران وحلفاؤها الشيعيون في حزب الله اللبناني للنظام السوري ساهم في ارتفاع زخم وقوة الرئيس السوري بشار الأسد أثناء معاركه ضد معارضيه، إلا أن هذا الدعم سيكون له ثمنًا باهظًا يتحتم على سوريا دفعه. وقالت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إن بشار الأسد يخاطر الآن بفقد جزء كبير من سيادته لصالح طهران بنحو قد يجعل بلاده رهينة في حرب طائفية موسعة تدور رحاها بين السنة والشيعة وربما لا تنتهي قريبا حتى إن أجبر الأسد على التنحي، بحسب آراء دبلوماسيين وخبراء في المنطقة. وأضافت الصحيفة، "أن الأسد يعتمد الآن على مقاتلي حزب الله ومليشياته العسكرية المتحالفة مع إيران من أجل تغيير دفة الأمور لصالحه، لا سيما بعدما فقد آلاف من مقاتليه المنتمين إلى الطائفة العلوية في الحرب التي دخلت عامها الثالث". وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الوحدات العسكرية العلوية، التي تستخدم ترسانة كبيرة من المدفعية والصواريخ، تمركزت في الصفوف الخلفية بالقتال، وذلك من خلال استغلال دعم القوات الجوية لها من أجل دك المناطق التي سيطر عليها المعارضون وتفجير الثغرات في خطوط المعارضة لصالح المليشيات المحلية التي تم تدريبها على يد القوات الإيرانية وقوات حزب الله. ونقلت الصحيفة عن معارضين سوريين ومصادر في المعارضة قولهم إنه في بعض الحالات، انخرط مقاتلو حزب الله في حرب الشوارع الدائرة بين القوات المناوئة والمؤيدة للأسد. ومن منطلق هذه المستجدات، اعتبرت الصحيفة أن إيران وحزب الله أصبحا منخرطين رسميا في قوات الأسد بنحو تسبب في إضعاف سلطته وسلطة العلويين الذين دعموا حكم عائلة واحدة لمدة أربعة عقود. ولفتت الصحيفة إلى أنه بخلاف شيعة العراقوإيران ولبنان، يميل العلويون في سوريا إلى العلمانية بجانب افتقارهم للحمية الدينية وهو ما حفز آلاف من رجال المليشيات الشيعية على القدوم إلى سوريا. وتناولت الصحيفة الأمريكية تصريحات عدد من المحللين بأنه عندما تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مناطق مغلقة ومحاصرة، مثل مدينة القصير الحدودية التي اجتاحتها قوات الأسد بالتعاون مع قوات حزب الله قبل شهرين ماضيين، فإنهم قد وضعوا أنفسهم بذلك في وضع بالغ السوء. وذكرت الصحيفة أن سقوط القصير وخطاب الانتصار لحزب الله حفز قوى إقليمية سنية في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية إلى التحرك، حيث صرح دبلوماسيون أن السعودية تلعب دورًا رئيسيًا مع الولاياتالمتحدة في دعم المعارضة السورية.